سيدي دولة الرئيس... نريد حلول وقرارات نوعية !

{title}
أخبار الأردن -

كتب أ.د. محمد الفرجات

في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، تعاني الأردن من تداعيات خطيرة نتيجة لتجميد الأثرياء أموالهم في البنوك كودائع، وهذا بسبب السياسات النقدية الصارمة التي اتبعها البنك المركزي الأمريكي، دون أن تنظر الحكومة الأردنية إلى آثارها المحتملة عند تطبيقها لدينا.

تضررت القطاعات الحيوية في الاقتصاد الأردني، حيث تضررتا الصناعة والتجارة بشكل كبير، وتفاقمت أعباء الديون على الطبقة المتوسطة بفعل ارتفاع أسعار الفائدة والتكاليف المالية الناجمة عن الركود المالي. الحكومة، التي كان من المفترض أن تكون رائدة في وضع السياسات الاقتصادية المناسبة، باتت تتخذ قرارات عشوائية وغير فعالة في الأسابيع الأخيرة، مما يزيد من حدة الأزمة.

وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، تفاقمت أزمة العدوان على غزة والتي أضافت عبئا إضافيًا على الناس، مع تباطؤ سيولة الأسواق وارتفاع معدلات البطالة. الحكومة، بدلاً من التركيز على وضع حلول جذرية للأزمة، تقوم بإدارة الأزمة بشكل سطحي، مما يجعل الشعب يعيش في حالة من عدم اليقين والتشتت الاقتصادي.

بدلاً من الاعتماد الكامل على السياسات النقدية الخارجية، كان من الأفضل أن تتخذ الحكومة الأردنية إجراءات محلية مبتكرة لحماية اقتصادها. فالابتكار في السياسات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار المحلي وتنمية الصناعات الوطنية هو ما يحتاجه الأردن في هذا الوقت الحرج.

في النهاية، لا بد من إعادة النظر في السياسات الاقتصادية الحالية وإدارة الأزمة بشكل يتناسب مع التحديات الفعلية التي تواجهها البلاد. إن الحكومة مدعوة إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه الشعب، واتخاذ القرارات الجريئة التي تضمن استقرار الاقتصاد ورفاهية المواطنين.

أتابع قرارات مجلس الوزراء الحالي الموقر ومنذ أعوام، وأحزن لما أرى غالبية القرارات تعديل على الأنظمة وإنهاء خدمات وتعيينات فقط، وتسيير أعمال، فأين المشاريع الكبرى والنوعية؟

من ناحية أخرى وهذا أمر خطير جدا، فالحكومة ومعها نحن الجيل الحالي نقوم بما يلي ضد أطفالنا وابنائهم من الأجيال القادمة:

١- نستنزف حصتهم بالثروات الطبيعية من فوسفات وبوتاس وخامات ومياه وأراضي صالحة للزراعة... إلخ،

٢- نكدس مديونية عالية داخلية وخارجية عليهم،

٣- لا نخطط لمستقبلهم، بينما الدول الأخرى تفعل ذلك وتنشيء صناديق الأجيال ومشاريع نوعية تعتمد على العقول،

٤- لا نعد أجيال قوية للمستقبل بين إعدادات التعليم والرياضة والصحة النفسية والتعبئة الوطنية،

٥- يغيب عنا أهمية إعداد الأجيال الحالية بالمدارس عمليا لمشاريع المستقبل من ذكاء إصطناعي ونانوتكنولوجي وروبوتات وغيرها،

٦- ليس لدينا إستراتيجية في مؤسساتنا ولا خطط عمل تنبثق عنها، ونسير أعمال فقط والفزعة تسيطر على المشهد،

٧- ننتظر بمؤسساتنا مشاريع التعاون الدولي لنتصور في ورشات العمل الكثيرة جدا جدا جدا بلا فائدة، ويسافر موظفو القطاع العام كثيرا ولا يتعلم أحد شيء من مهمة السفر،

وهنا نطرح سريعا أمام الحكومة 21 مقترحا على المسار السريع، فقد تحسن الأحوال:

١- يا دولة الرئيس حول المدينة الجديدة شرق عمان لأمتار مربعة وكل متر يقابله سهم، وأعلنوها شركة مساهمة عامة بحصص عادلة بين المواطنين والمستثمرين، وملكوها لصندوق إستثماري وطني، ومن فائض عوائدها نفذوا بعض مشاريع المحافظات الاستثمارية

٢- يا دولة الرئيس حكومات اليمين بالعالم تتصاعد والمغتربين الأردنيين والعرب قد تستقطبهم مدينة المغتربين الذكية، ناقشوها فقد نجذب رؤوس الأموال والعقول والخبرات بمدينة تكون بوابتنا لمشاريع المستقبل، وتسند دولتنا وأجيالنا القادمة إقتصاديا

٣- يا دولة الرئيس إطلق شركة مساهمة وطنية عامة لمشروع مدينة وعد الشرق لتعدين وتصنيع فوسفات الرويشد،،، وإجذبوا رؤوس الأموال وحركوا الاقتصاد

٤- يا معالي وزير الصناعة والتجارة، شكل فريق من الجهات ذات العلاقة لبحث سلسلة الانتاج أو التوريد، ووضع الأسعار الحقيقة بعدالة للسلع، لأن المواطن يعاني الغلاء الفاحش

٥- يا معالي وزير الصحة... فصل منظومة ومنصة وتطبيق موبايل يسهل على مراجعي مستشفيات الصحة؛ مواعيد، إستفسارات، متابعات طبية، مراجعات، صرف علاج ... إلخ، دعونا نشعر الناس بإنسانيتهم

٦- يا مدراء المؤسسات وكبار المسؤولين، خففوا من الظهور على الاعلام بلا نتائج حقيقية، ولا تقضوا مدة عملكم سعيا وراء مشاريع التعاون الدولي ذات الشو الاعلامي... نفذوا خطط واقعية تحسن وضع البلد

٧- يا مدراء المؤسسات الحكومية والدوائر لا هواتف مؤسساتكم تجيب، ولا البريد الالكتروني يرد عليه أحد،،، وكثيرا ما تضيع المعاملات لديكم ولا يأتي أي رد عليها

٨- تزداد ثقة المواطن بالحكومة ويزداد إخلاصا بعمله ويزداد عطاءا عندما يتلقى خدمات ذات جودة، ويشعر بأنه مكان الاهتمام في كل الدوائر الحكومية

٩- يا دولة الرئيس... إجمع الوزراء، وناقشوا خطط المحافظات التنموية الاقتصادية الملقاة على الرفوف، وسبل تنفيذها وإطلاع مجالس البلديات واللامركزية بكل محافظة عليها، وما يمكن تنفيذه !

١٠- يا معالي وزيرة النقل، إبدأ بالتدرج بدمج خطوط الباصات الأهلية الداخلية والخطوط بين المدن والقرى بشركات، مع إعطائهم حوافز مشجعة، سعيا لتحسين جودة النقل في المملكة

١١- يا دولة الرئيس، إبدأوا بوضع خطة مشتركة بين كل الجهات ذات الاختصاص لنوفر ذهاب وإياب ووصول آمن لطلاب المدارس والجامعات؛ سيرا كمشاة وبوسائل النقل المخصصة لذلك

١٢- يا معالي وزير التربية... خطط لإدخال حصص مختبرات الروبوت والتحكم بالذكاء الاصطناعي في مدارسنا للعام القادم... معالي وزيرة التخطيط، إدعمي الطرح بتوفير التمويل من الجهات المانحة !

١٣- يا إدارة السير ... أحكموا القبضة بالقانون والرقابة والتوعية على السير والسيارات بالشوارع،،، نحب أن نرى دورياتكم تراقب السير في كل مكان للحد من الحوادث والعنجهية بالقيادة !

١٤- يا حكومة... أشغلوا الشباب ودربوهم وشغلوهم بأي مجال إلى أن يجدوا العمل المناسب، لا تتركوهم فريسة للفراغ والمخدرات والأرجيلة ونوم النهار وسهر الليل فيتدمرون نفسيا وجسديا !

١٥- يا رؤساء مجالس إدارات الشركات الكبرى... أين حصة المجتمعات المحلية ومستحقاتها التنموية؟

١٦- يا رؤساء الجامعات، البحث العلمي بجامعاتكم لا يدعم إقتصاد الدولة،،، إبحثوا الأسباب، وراجعوا مشاريع صناديق البحث العلمي لديكم، وفعلوا التعاون البحثي التطبيقي،،، وإبنوا شراكات بحثية مع المصانع والقطاعات الحيوية

١٧- يا رؤساء البلديات،،، إبحثوا بمكامن التنمية في مدنكم وقراكم، وتعاونوا مع مجالس اللامركزية والمحافظة لطرح مشاريع تشغل الشباب، وتحسن الخدمات والمرافق

١٨- يا دولة الرئيس وأصحاب المعالي الوزراء... خصصوا جلسات عصف ذهني لعلاج المشاكل والتحديات المختلفة،،، أحزن عند رؤية قرارات مجلس الوزراء تعديلات على الأنظمة فقط

١٩- يا مهندسي القطاع العام،،، كونوا حازمين صارمين ولديكم مخافة الله تعالى عند الإشراف على العطاءات الحكومية وإستلامها... وإتقوا الله تعالى بالشعب

٢٠- يا كبار الموظفين ربع أوقاتكم سفر ومؤتمرات خارج المملكة... لتتعلموا كل جديد وتحسنوا الوضع هنا، ولكنني أرى الأحياء مليئة بالأنقاض، ولا تحسنون تخطيط المدن، ولا حلول الفقر والبطالة، لا تسافروا أرجوكم!

٢١- يا معشر الموظفين فيتة القطاع العام،،، اخوان لكم بلا عمل يتمنون ربع وظيفتكم... فاعملوا بجد وعاملوا المراجعين بلطف واحترام واخدموهم
تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير