أبو زيد: "الهدهد 2" اختراق لـ"عيون الدولة"
أخبار الأردن -
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تعليق له على المقطع الذي نشره حزب الله وحمل اسم "الهدهد 2" إن هذا المقطع يعزز حجم القدرات الاستخبارية لحزب الله وحجم بنك الأهداف الذي يملكه الحزب داخل الأراضي المحتلة. وأشار أبو زيد إلى نجاح الحزب في اختراق أجواء شمال الأراضي المحتلة للمرة الثانية والوصول إلى عمق الجولان المحتل، ما يعتبر خرقًا استخباريًا لقدرات الاحتلال الاستخبارية، خاصة أن المقطع يغطي فترة 9 دقائق و52 ثانية لمسافة 30 كم من الحدود اللبنانية شرقًا باتجاه الجولان دون أي اعتراض من استخبارات الاحتلال.
وأكد أبو زيد أن التصوير الجوي له نوعان: التصوير المائل والعمودي، وما ظهر في المقطع هو تصوير جوي عمودي، أي أن الطائرة المسيرة كانت فوق الهدف مباشرة وليست في حدود أي دولة مجاورة، ما يعزز أكثر حجم الاختراق في ظل حالة الإعماء التام للقدرات الاستخبارية الكبيرة التي يملكها الاحتلال شمال الأراضي المحتلة، خاصة قاعدة ميرون الاستخبارية التي تعد الأكبر وتغطي منطقة اهتمام وتأثير استخباري تمتد من شرق قبرص وحتى غرب الأراضي السورية.
وأضاف أبو زيد في تحليله للمقطع الذي نشره حزب الله أن المقطع هذه المرة اختلف عن المقطع السابق من حيث طبيعة الأهداف، حيث غطى "الهدهد 2" قواعد الاستخبارات والإنذار المبكر في الجولان والتي تعرف بـ"عيون الدولة" واشتملت على موقع الإنذار المبكر "يسرائيلي" الذي تم تغطيته بـ3 عمليات مسح جوي دون أن تكتشفها استخبارات الاحتلال. كما غطى المقطع موقع "أفيطال" وتل الفرس ومقر القيادة الإقليمية، ما يعني حسب أبو زيد أن المقطع هذه المرة اشتمل على اختراق ثلاث أبعاد رئيسية للاحتلال: البعد الاستخباري، العملياتي، والدفاع الجوي، فيما المقطع السابق شمل أهدافًا مدنية واستراتيجية ومواقع تصنيع عسكري.
وقال أبو زيد في حديثه حول أهمية هذا المقطع إنه لم يقتصر على رؤية "إسرائيل" من الأعلى فحسب، بل هناك أيضًا معلومات استخباراتية عن مناطق انتشار "الجيش" يملكها حزب الله واستطاع الوصول لها والتأكد منها، قد تفرض على جيش الاحتلال إعادة حساباتهم بقدرات حزب الله الاستخبارية الهجومية وقدرات الاحتلال الاستخبارية الدفاعية المضادة. وما يؤكد أن المقطع حديث حسب أبو زيد هو أن طبيعة الطقس صافية في مناطق الاختراق تقريبًا مثل الطقس الحالي، وبعض الآليات يظهر مقدمتها باللون الأسود ما يشير حسب تحليل الصور الجوية إلى أن هناك حرارة في المحرك بسبب الحركة والتشغيل، فيما تظهر محركات آليات أخرى بلون طبيعي ما يشير إلى أنها متوقفة منذ مدة والمحرك (بارد).
وأضاف أبو زيد أن السبب في نجاح عمليتي اختراق لأجواء الأراضي المحتلة ويبدو أن هناك مقطعًا ثالثًا سيتم بثه يأتي بسبب نوع الطائرة المسيرة التي استخدمت في الاختراق وهي على ما يبدو "هدهد 3" كما تظهر من خلال المقطع الذي تم بثه. وهذه الطائرة إيرانية الصنع لديها القدرة على أن تحمل مجموعة متنوعة من الكاميرات، فيما صوتها منخفض وتبلغ سرعتها القصوى 70 كيلومترًا في الساعة، وبإمكانها التحليق لأكثر من ساعة وتمّ الإعلان الرسمي عن هذه الطائرة سنة 2015، في معرض منجزات "جامعة شريف الصناعية" بالعاصمة طهران.
وختم أبو زيد حديثه بأن ما يجعل اكتشاف هذه الطائرة صعبًا هو أنها تتميز بصغر كمية الإشعاع الحراري (البصمة الحرارية)، الأمر الذي يقلل من إمكانية استهدافها بالصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، وأن بصمتها الصوتية قليلة، فيصعب بالتالي سماع أزيزها في الأجواء من خلال أجهزة التنصت.