في عيد الصحافة العراقية
أخبار الأردن -
نضال منصور
شاركت مع قيادات إعلامية عربية ودولية في احتفالات عيد الصحافة العراقية تلبية لدعوة نقيب الصحفيين العراقيين، رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي.
احتفاء العراق بضيوفه لا مثيل له، ولا يمكن أن تجد في العالم شعبا أكرم من العراقيين، وهذا حالهم في السراء والضراء، ولهذا فمنذ لحظة وصولنا مطار بغداد حتى مغادرتنا أحاطونا بكل عناية، ورافقونا في كل خطوة، وأطلعونا على نهضة العراق التي تظهر في هذه الأيام بشكل جلي بعد سنوات من التحديات، والصراعات، والتجاذبات السياسية.
احتفى العراق بمرور 155 عاما على انطلاق أول جريدة عراقية «الزوراء»، وما تزال حتى اللحظة تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين، وفي الاحتفالية الرئيسية التي أقيمت تحت رعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد على مساندته لدور الإعلام، وخصصت الحكومة أراضي في بغداد لمساعدة الصحفيين في مواجهة الأعباء المعيشية، وتعزيز الأمن الوظيفي لهم.
مر الإعلام في العراق في العقود الماضية بظروف وتحديات صعبة، وتعرض الصحفيون للمخاطر، وصنف العراق لسنوات بأنه من أخطر بيئات العمل الصحفي، وفقد العديد من الصحفيين أرواحهم في مواجهة قوى الإرهاب، والمليشيات المسلحة، ولكن الأوضاع الآن استقرت، والأمان يعم العراق من بغداد إلى أقصى الجنوب والشمال، والصحافة ووسائل الإعلام متنوعة، ومتعددة، وتتوفر لها هوامش للحرية، والنقد، رغم أنها جزء لا يتجزأ من الحالة السياسية العراقية التي تحكمها التجاذبات، والتوازنات الحزبية، التي تعكس بدورها الحالة الطائفية.
تنظر السلطات المختلفة في العراق إلى نقابة الصحفيين باعتبارها قوة لا يمكن تجاهلها، أو القفز عن مكانتها، ودورها، والنقابة تساعد الدولة بقوة لتخطي حالة العزلة التي عاشتها في سنوات سابقة بتعزيز امتدادها العربي والدولي.
سعدت باحتفالية نقابة الصحفيين على شارع أبو نؤاس، فعلى مدى 3 ساعات استمتعنا بعروض تراثية، فولكلورية لكل المحافظات في العراق، وهذه البانوراما واسعة الطيف أشرفت عليها، ونفذتها فروع نقابة الصحفيين العراقيين.
استطاعت نقابة الصحفيين العراقيين منذ ترأس النقيب مؤيد اللامي أن تنسج علاقات قوية مع جميع النقابات، والمؤسسات المدافعة، والداعمة لحرية الإعلام في العالم، وامتد هذا الدور لقيادة اتحاد الصحفيين العرب، وسواء اتفقت أو اختلفت مع اللامي فلقد صنع شبكة علاقات للعراق تجاوزت البعد الإعلامي، ليشكل امتدادا سياسيا لانفتاح العراق الجديد على جواره العربي، ومحيطه الدولي.
الحنين للعراق لا ينقطع، والشعور غامر بالفرح وهو ينهض من كبوته، فبغداد حاضرة عربية، وعمود فقري للتوازن والقوة التي عادت بعد غياب.