{title}
أخبار الأردن -

أحمد أبو خليل

هذا الكلام المدروس بعناية الذي يقدمه الناطق باسم كتائب القسام بشكل دوري، هو من بين الظواهر الجديدة في التجربة الحالية في غزة، مقارنة مع ما سبق من تجارب فلسطينية.

هي بضع كلمات لغاية الآن، ربما بمعدل مرة في الشهر، تُلقى في دقائق معدودة. لكنها مع الزمن أخذت تكتسب المزيد من العمق والأهمية.

أمس ألقى الناطق بام القسام كلمة استثنائية من حيث انتقاء الكلمات، والإشارة إلى المستجدات وبعض الرسائل في اتجاهات شتى: لأهل غزة وفلسطين عموما، وللشركاء في القتال في لبنان واليمن والعراق. ثم إلى الأعداء.

أمس سمعنا مفردات جديدة في وصف المعركة والإشارة إلى معانيها على المدى الاستراتيجي البعيد، على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي. ففي الكلمة إشارة نابهة إلى أن المقاومين في الجبهات المختلفة يصنعون الوحدة العربية كما لم يحصل من قبل، وأن العالم أخذ ينظر إلى ما يجري في غزة كدرس وتجربة عالميين، وأن الشعب الفلسطيني يصنع ثورة جديدة.

لغاية الآن لم ينجر الناطق باسم القسام ولا زميله الناطق باسم الجهاد، إلى أي نوع من الجدال مع الأطراف المناوئة فلسطينيا وخاصة مع السلطة في رام الله، ولا مع أطراف عربية أخرى. وإلى الآن لم نلحظ بعدا فصائليا في تلك الكلمات (والفصائلية هي مرض المقاومة الرئيسي)، كما لم نلحظ لغة متوترة أو مبالغات أو تهديد أو وعيد بلا دلائل، في وصف ما يجري.

إننا أمام نوع جديد من "أدب المواجهة" في المواقف، يتوازى ويترافق مع نوع جديد من المواجهة في القتال الميداني.

ملاحظة: أحب استخدام وصف "محشوم" عند الحديث عن المواقف المحترمة، ولهذا وضعتها في مقدمة المنشور.
تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير