أوصلوا مريض الجلطة في الإسعاف قبل فوات الأوان
أخبار الأردن -
بقلم: الدكتور محمد جودة والمهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان
كنت أسير في طريق المطار خلال وجودي في الأردن، ذاهباً من بيتي إلى الدوار السابع. كان هناك كالعادة ازدحام غير طبيعي في طريق المطار. فجأة، سمعت صوت الإسعاف يدوي من خلفي، وكانت سيارة الإسعاف خلفي تماماً، تحاول أن تجد طريقها بين السيارات لتسرع بأخذ المريض الذي بداخلها إلى المستشفى بأقصى سرعة.انتبهت وحاولت أن أتحرك إلى اليمين، ولكن لم أستطع بسبب الزحمة الكبيرة. الشخص بجانبي كان شارد الذهن، وكأنه في غياهب البئر. أطلقت العنان لزامور سيارتي محاولاً أن أنبهه، حتى انتبه وحاول أن يتحرك إلى اليمين. في النهاية، استطاعت سيارة الإسعاف أن تمر بجانبي، ولكن أين ذهبت؟ لم تذهب إلا خطوة واحدة للأمام، وظلت أمامي بسيارة واحدة.مر وقت طويل، وشعرت بأحشائي تتمزق ألماً على ذلك المريض الذي يحتاج للوصول إلى المستشفى بأقصى سرعة. سائق الإسعاف كان يبذل جهده للوصول سريعاً، ولكن الازدحام كان يعوق تقدمه. مرت أكثر من نصف ساعة قبل أن تتمكن سيارة الإسعاف من تجاوز الزحمة والمضي في طريقها. أرجو الله أن يكون المريض قد وصل في الوقت المناسب، وأن لا يكون قد عانى من جلطة أدت إلى فقدانه لحياته بسبب التأخير الطويل في الطريق.إن توزيع المستشفيات في مدينة عمان في نظري هو توزيع خاطئ وغير مناسب. فكثير من المناطق ليست بها مستشفيات أو مساحات للتدخل السريع وإجراء عمليات طارئة لإنقاذ حياة المصابين، خاصةً مرضى الجلطات الدموية. من المنطقة التي أقطنها، وهي منطقة البنيات، يستغرق وصول الإسعاف لإنقاذ مريض على الأقل ساعة من أقرب مستشفى، ووصوله إلى المستشفى يحتاج إلى ساعة أخرى. ساعتان مدة طويلة جداً لمريض الجلطة، وقد لا يصل المريض في الوقت المناسب.يجب اتخاذ حلول جذرية لذلك. هذا ينطبق على كافة مناطق عمان خارج المنطقة المتركزة فيها المستشفيات. من الضروري إعادة النظر في توزيع المستشفيات وإنشاء مراكز طبية جديدة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الطبية السريعة، لضمان تقديم الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب وإنقاذ حياة المرضى.
المهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان
تحليل المقالة:
في هذه المقالة، يسلط الدكتور محمد جودة الضوء على قضية حيوية تتعلق بتوزيع المستشفيات وسرعة استجابة الخدمات الطبية الطارئة في عمان. المقالة تعبر عن تجربة شخصية تعرض لها الكاتب، مما يضفي عليها طابعاً إنسانياً يلامس القارئ مباشرة.
الرسائل الرئيسية:
1. **أهمية الوقت في حالات الطوارئ**: الوقت هو العامل الحاسم في إنقاذ حياة مرضى الجلطات الدموية. التأخير يمكن أن يكون مميتاً، وهذا ما يشدد عليه الكاتب من خلال تجربته الشخصية المؤلمة.
2. **التوزيع الجغرافي غير المتكافئ للمستشفيات**: يشير الكاتب إلى أن العديد من مناطق عمان تعاني من نقص في المرافق الطبية القريبة، مما يؤدي إلى تأخير في الوصول إلى الرعاية الطبية العاجلة.
3. **الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الطبية**: يطالب الكاتب بإنشاء مراكز طبية جديدة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الطبية السريعة، لضمان توفير الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب.
الفوائد والمقترحات:
- **رفع الوعي**: توعية المواطنين بأهمية إفساح الطريق لسيارات الإسعاف يمكن أن يقلل من التأخيرات الحرجة في حالات الطوارئ.
- **تطوير البنية التحتية**: إنشاء مستشفيات ومراكز طبية في المناطق النائية والضواحي يمكن أن يحسن من سرعة الاستجابة الطبية.
- **تبادل الخبرات**: يمكن الاستفادة من التجارب الدولية، مثل النموذج الإيطالي في توزيع المستشفيات والخدمات الطبية الطارئة، لتحسين النظام الصحي في الأردن.
الجوانب الاقتصادية والاجتماعية:
- **توفير تكاليف الرعاية الصحية**: تحسين سرعة الاستجابة الطبية يمكن أن يقلل من تكاليف العلاج الطويلة والمكلفة الناتجة عن التأخير في تقديم الرعاية.
- **تحسين جودة الحياة**: تقديم الرعاية الطبية السريعة والفعالة يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى.
خلاصة:
تسلط هذه المقالة الضوء على مشكلة حيوية تؤثر على حياة المواطنين الأردنيين. من خلال اتخاذ خطوات جذرية لتحسين توزيع المستشفيات وسرعة استجابة الخدمات الطبية، يمكن تحسين النظام الصحي وإنقاذ العديد من الأرواح.