ما وراء قوة الكيان؟

{title}
أخبار الأردن -

ما يثير الدهشة، وينتصب بعدها العجب ماردا ونحن نفكر في إجابة بعض التساؤلات مثل:
– ما مصادر دعم استمرار التبجح الاسرائيلي بالقوة؟
– وهل فعلا هذا الكيان قوي، أم تعدد جهات الإسناد هي من تقويه؟
– ولماذا هذه الاستماتة العربية بالذات في دعم الكيان، سواء في تأكيد دوام قوته، أم في ضخ كل ما يحفظ له هذه القوة؟
وللوقوف على الصورة الكلية لما يحدث على المستوى الجغرافي والتاريخي، وبعيدا عن التفاصيل، أعرض للنقاط التالية التي تؤسّس للإجابة الواعية المشتقة من تحليل تفاعلات الحدث، وتشابكاته المعقدة.
١ – وضوح الرؤيا في التخطيط الاستراتيجي الصهيوني، والنجاح الباهر في حشد دول العالم الشرقية والغربية حول الرواية الصهيونية، فضلا عن وحدة المشروعين العالمي والصهيوني في التخلص من قرف اليهود بوضعهم رأس حربة الشر في أغنى منطقة بالعالم، وأفضل موقع استراتيجي لكل منهم.
٢ – غياب المشروع العربي، والرضا بدور المتلقي القانع بالفتات، بل والسعي الدؤوب لجهات الحماية والاستدامة، حتى لو أصبحت على رقاب شعوبهم الدامية.
٣ – ما يحدث في حرب غزة غير المتكافئة أنها آية من آيات الله،خارقة للعقل المنظور، رافضة للمسلَّمات المعتادة( الكف والمخرز )، تثير رياح تغيير عالمية عاتية، وعلى غير المتوقع تعمل الأنظمة العربية والإسلامية بكل طاقتها مع الكيان وأصحابه، وداعميه على إعاقة تمامها.
٤ – إن خوف العالم الحاضن للمشروع الصهيوني، ورعبه هو من وصول المشروع الصهيوني إلى قاع نهايته، وأن تكون آية الله ومراده جلّ وعلا زوال هذا الكيان من الوجود. وهنا يستميت العالم بدعمه للكيان المتهاوي ماليا، وسلاحا وضغطا على المؤسسات الدولية، وقوانينها لكي تحميه وتبقيه على قيد الحياة.

لكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، ويستمر دعمه ونصره لعباده المخلصين، وأن يبدد قوى الشر وأعوانهم، وأن يكشف زيفهم ،ويعري روايتهم، ويفضح خططهم القائمة والمستقبلية. وهنا لا بد من القول: إن الشعوب أقوى من كل ما يراد لها، وإن انتفاضتها لا ترد ولا تقهر، وأن الله ناصر عباده المحتسبين المفوضين له الأمر والعمل.
حمى الله الأردن، وجنّبها مترتبات الشرور، وكيد الخائبين.
تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير