هل نجحت المملكة ؟

{title}
أخبار الأردن -

د. أشرف الراعي

منذ 7 أعوام تقريبا كنت أقف في غرفة الأخبار مع عدد من الزملاء الصحافيين والإعلاميين العاملين في قناة المملكة. 

وقد كان لي حينها شرف المساهمة في التأسيس، وهي ثالث مؤسسة إعلامية أبدأ فيها من الصفر.. فقد بدأت حياتي المهنية في صحيفة الغد اليومية ومن ثم انتقلت إلى دولة الإمارات للعمل على تأسيس صحيفة إلكترونية.

كان الطموح كبيراً والشغف أكبر وكانت المؤسسة - وأقصد المملكة - ذات توجهات كبيرة في الشكل والمضمون.. كان التوجه نحو ثورة تلفزيونية يقول فيها القائمون على القناة إننا "استطعنا اختراق المألوف ونقلنا الرواية من كل جوانبها .. وشرحنا القصة بأبعادها وتفاصليها .. وتحدثنا عن كل شيء".

فما يميز الإعلام المهني الحقيقي النقل الدقيق الحِرِيفُ للوقائع من دون إضافة أو حذف .. ونقل كل وجهات النظر من دون تحيز أو تمييز .. ورغم أن العديد من الإعلاميين يختلفون حول فكرة التحيز فيرونه محموداً لصالح قضايا الخدمة العامة، إلا أن الإعلام الأردني أخفق في العديد من الجوانب المتعلقة بهم وبث هذه القضايا، وهو هدف انطلقت منه المملكة، وربما من هنا جاء مسماها "المملكة"؛ أي المملكة بشموليتها .. بواديها .. أريافها .. مخيماتها ومدنها القابعة على كومة من المشكلات الخدمية التي تحتاج الإضاءة عليها ومعالجتها.

والواقع أن هذا المقال ليس للإسهاب في مدح المملكة؛ فالمؤسسات الإعلامية الأردنية مميزة جميعها بشكل عام، لكنها تحتاج إلى رؤية تسويقية واضحة في أهدافها ومنطلقاتها وتوجهاتها.. ولكنه للإضاءة على عنصر التميز في مسيرة إعلامية عمرها 7 سنوات .. وهي مسيرة خاضعة للنقد، والتقييم مُستقبلاً كما هي اليوم، فقد امتازت المملكة بنقل الخبر، وما بعده ونقلت الخدمة العامة إلى المسؤولين .. ورغم أننا العاملون في هذه الصناعة – صناعة الصحافة والإعلام – نعلم جيداً أن التقارير التلفزيونية قد تتكرر بين العديد من القنوات إلا أن هناك جوانب مختلفة كانت قد أضاءت عليها المملكة مختلفة في المضمون والطرح.

التجربة الأهم هنا.. هي صناعة الصحافيين لا سيما العاملين في مجال الإعلام الرقمي والتقني المتقدم (Digital Platforms)؛ حيث أثبتت العديد من المؤسسات قدرتها على الوصول إلى المشاهد من خلال مراسليها وصحافييها وإعلامييها القادرين على بث المحتوى (الجيد) إلى الجمهور وهو ما تحتاجه مؤسساتنا الإعلامية بقوة؛ فالثورة التقنية هي الأساس في التقدم نحو المستقبل.. والعالم اليوم بعيد عن الشاشة والورق وأكثر قرباً لا بل التصاقاً بشاشات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.. وقد حققتها المملكة.

نجحت المملكة في مسيرة 7 سنوات – كان فيها كأي مجال للعمل الصحافي المهني بعضاً من التحديات – لكن مسيرة النجاح تتطلب عيناً مفتوحة على إعلامنا الأردني في كل وقت لتقييمه وتقويمه مستقبلاً من أجل مشهد إعلامي شمولي متقدم .. وهي تجربة كما قلت ستبقى خاضعة للتقيم كأي تجربة فيها السلبيات والإيجابيات.

في الختام شكراً دانا الصياغ .. فقد كنتي عرابة هذا النجاح وقائدته .. بالتوفيق دوماً

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير