لو توقفنا عند الحقيقة ...
إبراهيم أبو حويله ...
توقف عند الحقيقة والدليل ، توقف عند القناعة في الخبر والنقل .
هل حقا نحن نبحث عن الكذب والإثارة والفضائحية والأخبار الصفراء والتهم والانتقاص وقصص القشل والإحباط .
هل يكون إنسانا طبيعا من يسعد او ينقل أو يحفظ قصص دمار الأخرين واحباطاتهم وفشلهم .
هل هناك فرق بين نقل قصة فاشلة بدون التعرض لاشخاصها وصفاتهم واسمائهم ، وبين نقل القصة أن فلان وابناء فلان فعلوا وفعلوا وفعلوا .
هل العقل مولع بالأزقة الخلفية.، والأبواب التي تخفي وراءها شيئاً ما ، كما يقول نيتشه!!!
لن تجدي الحقيقة نفعا مع هؤلاء ولو قلتها ألف مرة ، هذه العقول لا تبحث عن الحقيقة ، هي تبحث عن شيء ما هناك تريده ولا تريد غيره ، القصة واضحة ، والأمر واضح والمعطيات تقنع الصغير والكبير ولكنها ليست الخبر الذي نريد والقصة التي نطير بها .
أين المؤامرة في هذا الكلام أين الكذب أين القصة الصفراء أين الحدث والعاطفة ، الكذبة في غاية الوضوح وتتناول الأشخاص والاسماء والاعراض، ولكن هنا حبكة هنا دراما هنا عواطف مكتملة ، ولكنها قصة غير سوية ، تنشر الألم والإحباط وتقتل حياة أخرين.
والبعض يتقبلها فهي ما يبحث عنه والحقيقة لا تحمل هذا الزبد كله ، أما الحقيقة فهي مجردة من كل هذا .
لذلك سَتظل هذه العقول تبحث في الازقة وفي الزويا المخفية وخلف الأبواب المغلقة عن قصص سوداء وصفراء وحمراء
فقط أقول إن قصتك مع جمال حبكتها وسوداوية أشخاصها ليست الحقيقة ، وكم أتمنى أن بعض هؤلاء الذين تطير عقولهم فرحا عندما يختلق حدثا مكتمل الأركان ليبثه في هذا الفضاء ، فيغتال به حياة إنسان وقيمه وعرضه وماضيه ومستقبله ، فقط أتمنى أن تكون في موقف من أقمت لهم هذه القصص وسببت لهم كل هذا البؤس والتعاسة .
إنها حياة بشر هذه التي تم اغتيالها بأشباه الحقائق والإدلة المزيفة والكذب الفاضح .
توقف عند حياة الأخرين فهذه معاناة تقتلهم بها ليس مرة ولكن ألاف المرات .
تبين فكم من ناقل فاسق ، وكم من ظن هو إثم مطلق .
ما أجمل أخلاق الإسلام .