صداع ما وراء العينين قد يدل على حالات طبية خطيرة
الصداع ألم في الرأس مزعج وشائع يؤثر على الملايين حول العالم، ويظهر في بعض الأحيان على شكل ألم خلف العينين. وبينما تعزى هذا الأعراض، غالبًا، إلى أسباب طفيفة مثل الصداع التوتري أو إجهاد العين الرقمي، إلا انه قد يشير أيضًا إلى حالات كامنة تتطلب عناية طبية.
وتناول تقرير حديث، نشره موقع "نيوز ميديكال" مختلف أسباب الصداع خلف العينين، مع توضيح إستراتيجيات التشخيص المناسبة، على لسان أطباء مختصين.
أنواع الصداع
يمكن تصنيف الصداع إلى عدة أنواع بناءً على خصائصه وآلياته الأساسية. فالصداع التوتري؛ وهو الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يُوصف بألم ثابت يؤثر على كلا الجانبين من الرأس، ويستمر لمدة تتراوح بين 30 دقيقة إلى عدة ساعات.
أما الشقيقة، التي تعد أيضًا من الأشكال الشائعة للصداع، فتشمل عادة ألمًا نابضًا شديدًا على جانب واحد من الرأس، وقد تصاحبها اضطرابات حسية تُعرف بالأوجاع.
أما الصداع العصبي، فعلى الرغم من ندرته، إلا أنه يسبب ألمًا شديدًا متمركزًا حول عين واحدة أو المنطقة حول الصدغ، وغالبًا ما يتكرر على مدار أسابيع أو أشهر.
وفي الحالات التي يكون فيها الصداع مصحوبًا بألم خلف العينين، يتوقع الباحثون أن تمدد الأوعية الدموية حول العين قد يساهم في هذا الانزعاج.
ولاحظت الدراسات زيادة تدفق الدم في أوعية الشبكية أثناء الصداع النصفي، مما يشير إلى وجود مكون وعائي في إدراك الألم.
أسباب شائعة
من المعروف بشكل متزايد أن إجهاد العين الرقمي، الناتج عن استخدام الشاشات لفترة طويلة، هو سبب للصداع خلف العينين. وغالبًا ما لا تشمل الأعراض الصداع فحسب، بل تشمل أيضًا عدم وضوح الرؤية والحساسية للضوء.
ويمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الإصابة بالصداع أيضًا، خاصة عند حرمان الجسم من الراحة التي يحتاجها.
كما أن الالتهابات، مثل التهاب الجيوب الأنفية، يمكن أن تثير الصداع أيضًا، اذ يحاكي الضغط الناتج في الجبهة وحول العينين أعراض الصداع، مما يسلط الضوء على أهمية مراعاة العوامل البيئية في تشخيص الالم.
حالات طبية خطيرة
في حين أن معظم حالات آلام العين الناتجة عن الصداع تكون حميدة، إلا أن العديد من الحالات الخطيرة يمكن أن تصاحبها أعراض مشابهة. فالجلوكوما؛ وهي مجموعة من الأمراض التي تلحق الضرر بالعصب البصري، يمكن أن تسبب آلامًا في العين واضطرابات بصرية.
كما أن تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، الذي يتميز بتضخم جدار الأوعية الدموية، قد يضغط على الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى صداع شديد وأعراض في الرؤية إذا ضغط على الأعصاب البصرية.
بالإضافة الى مرض التصلب المتعدد (MS)؛ وهو اضطراب في المناعة الذاتية يؤثر على وظيفة الأعصاب، والذي يمكن أن يشمل أيضًا الأعصاب البصرية، ويسبب ألمًا في العين إلى جانب أعراض عصبية أخرى.
متى تطلب المشورة الطبية؟
في حين أن معظم حالات الصداع خلف العينين غير خطيرة، إلا أن ظهورها المفاجئ أو الألم الشديد المصحوب بأعراض عصبية يتطلب عناية طبية فورية. وقد تشير أعراض مثل التغيرات المفاجئة في الرؤية، أو وجود هالة مستمرة، أو الصداع الشديد إلى حالات خطيرة كامنة مثل تمزق تمدد الأوعية الدموية أو تفاقم مرض التصلب العصبي المتعدد.
ويعد فهم الأسباب المتنوعة للصداع خلف العينين أمرًا ضروريًا للتشخيص في الوقت المناسب والعلاج المناسب. ومن خلال التعرف على الآليات الأساسية وأساليب التشخيص، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تقديم تدخلات مخصصة لتخفيف الأعراض ومنع المضاعفات.
