لا شيء سيحدث ...

{title}
أخبار الأردن -

إبراهيم ابو حويله...

تريد للوطن ان يتطور ويتحضر ويصبح واحة للجميع ابدأ بنفسك ، وإلا  فأقم المحاكم لمن تشاء ، وألعن من تشاء ولكن تذكر ، أن لا شيء سيحدث  .

كم أقف متألما عندما أمر على الموظف الذي نسي أنه مواطن ابن مواطن وسينجب مواطنا .

ونسي أن من يقف أمامه مواطن ابن مواطن وسينجب مواطنا ، وييبدأ يمارس عليه دور المدير والسجان والمحقق ، ويؤسفني أن أقول احيانا أنه يقوم بإفراغ كل ما تحويه هذه النفسية من أعراض الحقد والكراهية والحسد عليه ، فيعطل معاملته وهو قادر  على إنجازها ويؤخرها اياما واشهرا ، ويتكاسل عن التحرك خطوة للأمام لمساعدته .

ويؤسفني أن أحدهم وهو مدير مهندس جعل احد المشاريع تدفع عشرات آلاف وهو يعلم جيدا انها بلا طائل ولن يتقدم المشروع  خطوة ، بل ستكون خطوة للوراء في شكل وأداء وتطور المشروع ، ووقف بعدها متفرجا ، وكان بكلمة قادر على ان يجعل المشروع يتجاوز كل هذه الخسائر.  وكم من هذا وأمثاله هناك في حياتنا.

نعم للإسف هناك من يملك الكثير من الأزرار في الوطن ، وقادر على أن يخفف الكثير من الأعباء عن غيره ، وقادر على حل الكثير من المشاكل ولكنه لسبب ما لا يقوم بالضغط على هذا الزر .

المشكلة انه يظن أنه بعيد عن التأثر بهذه الأزرار التي تعطل كل شيء هناك ، ولكنه في الحقيقة الأكثر تأثرا بها .

فالموظف الذي في الصحة له إبن في التربية ، والموظف الذي في وزارة البلديات يراجع الصحة ، وكلنا نحتاج وزارة الداخلية،  ونعلق في شؤون وزارة الخارجية فنحن الوطن ونحن المواطن .

وننسى بأن الوطن للجميع والعدالة والشفافية تمس الجميع ، وأن تلك الفئة التي نعتقد أنها السبب في كل هذا ، في الحقيقة لن تعاني نهائيا من التباطىء والتكاسل والتأخير الذي نمارسه هناك ، وأن شؤونهم للأسف تسير بكبسة من ذلك الزر  الذي نعطله للجميع غيرهم  .

نريد للوطن أن يتحرر من العُقد والأسباب التي تشدنا بقوة إلى الأسفل ، وننسى وكم ننسى  ان ما نقوم به له أثر كبير ، والطريقة التي نؤدي بها مهامنا اليومية ، هي من قوى الشد العكسي التي تعيد الوطن سنوات إلى الوراء .

كم خسرنا من كفاءات ومن مشاريع ومن جهود ، وكم ساهمنا في احباطات وهجرات لأبناء الوطن وكنا نملك ذلك الزر ، وبعد أن حدث ما حدث جلسنا نلعن الواقع والظروف والحكومة.

أنظر إلى ما قمت به وما كان دورك وما هو تاريخك ، أقم لنفسك محاكمة تحاكم بها نفسك على ما قمت به من دور حتى وصلنا إلى ما نحن فيه .

 ثم بعد ذلك أقم المحاكم لمن تشاء وألعن من تشاء  ولكن تذكر أنه قد يكون هناك الكثير الكثير  ممن يلعنك.

العدل يقابله العدل ولا حل هناك الا هو .

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير