نحو مستقبل مشرق: دعوة لتشكيل لجنة التربية والمعارف (تعليم+ )
بقلم: م. رائد الصعوب
في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة الأردنية الهاشمية تحولات كبيرة ومهمة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية، بفضل التوجيهات الملكية الحكيمة. تجلت هذه التحولات في تشكيل لجان ملكية متخصصة، لكل منها دور حيوي في رسم مستقبل أفضل للأردن وأبنائه.
الإنجازات الملكية: تجديد الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية
في عام 2021، أصدر الملك عبد الله الثاني إرادة ملكية بتشكيل لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية. كانت هذه اللجنة برئاسة رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، وضمت 92 شخصية تمثل مختلف أطياف المجتمع الأردني. هدفت اللجنة إلى وضع قوانين جديدة للأحزاب والانتخابات، وتعزيز دور الشباب والمرأة في الحياة السياسية، وضمان تمثيل عادل للمواطنين على امتداد الوطن.
تبع ذلك تشكيل لجنة ملكية لتحديث المنظومة الاقتصادية، التي سعت إلى وضع استراتيجيات شاملة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية مستدامة. ثم جاءت لجنة ملكية أخرى لتحديث المنظومة الإدارية، بهدف تحسين كفاءة وفعالية الإدارة العامة في الأردن.
دعوة لتشكيل لجنة التربية والمعارف (تعليم+ )
استناداً إلى النجاحات التي حققتها هذه اللجان، أرى أنه حان الوقت لتشكيل لجنة ملكية جديدة تُعنى بتحديث وتطوير نظام التعليم والمعارف في الأردن. نحن في مرحلة حاسمة تحتاج إلى لجنة شاملة تضم خبراء من جميع التخصصات التعليمية، من التعليم الابتدائي إلى الجامعي، لتطوير نظام تعليمي يتماشى مع متطلبات العصر الحديث وثورة الذكاء الاصطناعي.
أهداف اللجنة المقترحة
أقترح أن تركز اللجنة الجديدة، التي أسميها "لجنة التربية والمعارف (تعليم+ )"، على عدة محاور رئيسية:
1. **دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي**: تحديث المناهج التعليمية لتشمل معارف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.
2. **تطوير أساليب التدريس**: تعزيز قدرات المعلمين من خلال برامج تدريبية متقدمة وتوفير البنية التحتية اللازمة.
3. **تحسين البنية التحتية للمدارس والجامعات**: تحديث مرافق التعليم لضمان بيئة تعليمية متطورة وآمنة.
4. **رفع ترتيب الجامعات الأردنية**: وضع استراتيجيات لتحسين ترتيب الجامعات الأردنية على الصعيد العالمي.
مشاركة المجتمع في المبادرة
كما كانت اللجان السابقة تشارك فيها كافة أطياف المجتمع الأردني، فإن تشكيل "لجنة التربية والمعارف (تعليم+ )" يجب أن يكون عملية شاملة ومشاركة من جميع أفراد الشعب. من خلال تضافر الجهود والخبرات، يمكننا تحقيق نقلة نوعية في نظام التعليم الأردني، مما سيسهم في إعداد جيل جديد من الشباب المتعلم والمبتكر القادر على مواجهة تحديات المستقبل.
الخاتمة
إن إنشاء "لجنة التربية والمعارف (تعليم+ )" سيكون خطوة حاسمة نحو تحقيق رؤية مستقبلية مشرقة للأردن. بدعم ومشاركة جميع أفراد المجتمع، يمكننا أن نضمن تحقيق تحولات إيجابية ومستدامة في نظامنا التعليمي، مما يمهد الطريق لجيل جديد يمتلك المعرفة والقدرة على الابتكار والتطور. فلنكن جميعاً جزءاً من هذا المشروع الوطني الطموح، ونساهم في بناء مستقبل أفضل لأبنائنا ووطننا.
————————————
RaidSoub@Outlook.Com