رحلة خمس وعشرون عاما من العطاء والإنجاز
م. مهند عباس حدادين
إنها رحلة خمس وعشرون عاماً قادها ربان محترف لسفينة تُبحر في بحر هائج متلاطم الأمواج , زرع السكينة والطمأنينة لراكبي هذه السفينة لينقلهم دائما الى بر الأمان , إنه يشبهنا بكل التفاصيل وهو في قلب كل واحد فينا كما نحن في قلبه, إنه القائد الملهم المحبوب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حامل رسالة الثورة العربية الكبرى والوصايا الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ,رجل الإنسانية والتسامح و السلام , الذي نحتفل باليوبيل الفضي لجلوسه السامي على عرش المملكة الأردنية الهاشمية.
القائد الذي نذره الراحل العظيم المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال لخدمة وطنه وشعبه, حيث إستهل حياته بالخدمة في مؤسسة الشرف والعزة والكبرياء لكل الأردنيين, المؤسسة التي تذود عن حمى الوطن والمواطن وتقدم الشهداء الأطهار الأبرار ليبقى وطننا سليماً معافى ولينعم الأردنيين بالأمن والأمان ,إنها المؤسسة العسكرية التي تضم القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية.
فمنذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم سلطاته الدستورية أولى جلالته جُل إهتمامه للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية لما جمعه برفاق السلاح من معانٍ سامية ودلالات وذكريات عبر عقود من الزمن خدمها معهم ,فقد خطى جلالته خطوات هائلة في تطوير القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من إحترافية وإنضباطية ومهنية عالية في العمل, وتزويدها بأحدث التكنولوجيا والإسلحة الحديثة والتدريب النوعي لتضاهي الجيوش العالمية.
فأصبحت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية يشار إليها بالبنان في العالم, فهم الآن يؤدون رسالة سلام وإنسانية من خلال قوات حفظ السلام في حفظ الأمن والسلام العالمي, والمساعدة الإنسانية لإخوتهم العرب وللأصدقاء في الكوارث الطبيعية والجوائح والحروب, وما شهدناه مؤخراً من الأدوار التي قامت بها قواتنا المسلحة لمساعدة الأشقاء في فلسطين بإغاثتهم ومداواتهم وعلاجهم في الحرب التي تشنها إسرائيل عليهم خير دليل على ذلك.
لقد كان فِكر جلالة الملك متقدم ومستشرف للمستقبل يريد على الدوام أن ينعم شعبه بالرخاء والإزدهار والطمأنينة ,فكان من دعاة السلام في العالم والتسامح بين الأديان فجاءت رسالة عمان لترجمة هذه الأفكار الجمة على أرض الواقع, وقد تُوجت هذه الجهود بحصول جلالته وجلالة الملكة رانيا على جوائز عالمية عديدة مثل "الطريق الى السلام" , "مصباح السلام " , و"الأخوّة الإنسانية", وكان إصراره الدائم أن المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام دون حل القضية الأولى للأردنيين جميعاً , قضية الهاشميين على مر التاريخ ألا وهي القضية الفلسطينية, وهو أول من دق ناقوس الخطر لحرب غزة قبل نشوبها وجرالمنطقة الى اللامجهول إذا لم يتم الذهاب الى الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية بقيام دولتهم على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فالأردن بفضل جلالة الملك يتمتع بعلاقات طيبة متزنة مع جميع دول العالم تقوم على الثقة والإحترام المتبادل , جعل لبلدنا وزناً ومصداقية عالمية.
إن الشعب الأردني وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية تنصهر دائماً في بوتقة واحدة, نقف جميعاً صفاً واحداً خلف قيادته الهاشمية المظفرة, ونقول له "سر ونحن من ورائك", فرغم ما تعرض له إقليمنا من حروب ونزاعات وربيع عربي , بقينا كالقلعة الحصينة والصخرة المنيعة التي تحطمت عليها آمال الأعداء والمتربصين لهذا الوطن الغالي.
لقد كان للأردن في منذ بداية تولي جلالته سلطاته الدستورية نهضة إصلاحية سياسية واقتصادية وإدارية بما أرساه جلالته من رؤية واضحة للإصلاح الشامل ومستقبل الديمقراطية في الأردن ترجمها جلالته بسلسلة من أوراقه النقاشية وتكللت ببداية المئوية الثانية برؤية التحديث الاقتصادي والسياسي والإداري, فكان يجوب العالم ويطرح على قادتها في القطاعين العام والخاص أجنداته التي من شأنها تطوير الإقتصاد الأردني وجلب المستثمرين والسياح من شتى أنحاء المعمورة, وإتباع النهج الديمقراطي ومشاركة المواطن الأردني في صُنع القرار.
إن أسرة جلالة الملك أسرة تشبه باقي الأُسر الأردنية , أسرة بسيطة متواضعة في حياتها , قامت على تربية الأبناء ملكة إنسانة أحبها البعيد قبل القريب والصغير قبل الكبير , زرعت في أبنائها حب الوطن والمواطن , وساهمت بإرساء دعائم الإنسانية العالمية للعيش بكرامة في الحياة من خلال الدفاع عن حقوق المظلومين من الشعوب في العالم, تطرح أفكارها بذكاء بارع ورأي حصيف.
لقد زرع جلالة الملك وجلالة الملكة تلك الصفات العظيمة بسمو ولي العهد الأمير الحسين , فأحبه الأردنيين لتواضعه وقربه منهم, فهو معهم دائماً يشاركهم أفراحهم وأتراحهم, ويحل مشاكلهم فقد أوكل إليه جلالة الملك مسؤوليات جمة أبدع في جميعها, فهو الداعم الرئيسي للشباب الذين سيقودون المرحلة القادمة للعبور بمئويتنا الثانية.
في هذا اليوم وفي هذه الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا , أنت أيها القائد العربي الهاشمي من سيبعر بنا الى بر الأمان ,يبايعك يامولاي شعبك العظيم وجيشك وأجهزتك الأمنية ويقولون لك بوركت جهودكم وحفظكم المولى.