مقترح اتفاق الرهائن.. محاولة إنقاذ بايدن ونتانياهو (تحليل سياسي)
الدكتور خليل العناني
تقدّمت إسرائيل بمقترح لعقد صفقة الرهائن، أرسلته لبايدن الذي أعلنه من البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي. ومنذ ذلك الحين وهناك حالة من الجدل حول فحوى ومضمون المقترح يين واشنطن وتل أبيب وصل إلى درجة أن يتقاذف الطرفان المقترح وكأنه كرة لهب.
حتى الآن لم تنشر إسرائيل نص وتفاصيل المقترح، في حين ترى أن ما طرحه بايدن غير دقيق خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب من قطاع غزة.
هذا الاختلاف أو الخلاف منبعه وجود تصورين متباينين للمرحلة المقبلة وكلاهما مدفوع بحسابات شخصية ضيقة...
الموقف الأميركي ينطلق من عدة حسابات هي:
- محاولة وقف الحرب ولو مؤقتا (وليس بالضرورة إنهاءها) من أجل إنقاذ حملة بايدن الانتخابية التي تعاني كثيرا في مواجهة ترامب الذي يتقدم في استطلاعات الرأي رغم مشاكله وإدانته الجنائية.
- الرغبة في الإطاحة بحكومة نتانياهو من خلال زيادة الانقسامات بداخلها خاصة بين نتانياهو والجناح المتطرف في حكومته ممثلا في بن غفير وسموتيرتش اللذين لن يقبلا بصفقة قد توقف الحرب.
- الرغبة في إنجاز اتفاق تطبيعي سعودي - إسرائيلي يمكن استخدامه في الحملة الانتخابية باعتباره نصرا في السياسة الخارجية التي فشل فيها بايدن في كافة الملفات (الملف الصيني - الملف الروسي - الملف الإيراني - الملف الأفغاني)
- الرغبة في إعادة التركيز على الملف الروسي في أوكرانيا الذي أصبح أكثر اشتعالا وتنذر بمواجهة أميركية - روسية
أما حسابات نتانياهو فهي:
- البقاء في السلطة لآطول فترة ممكنة وبأي ثمن
- استعادة الرهائن دون إنهاء الحرب
- استئناف القتال بعد انتهاء المدة الزمنية للصفقة
- الإطاحة ببايدن وإضعاف موقفه الانتخابي في مواجهة ترامب عبر التلكؤ في إنجاز الصفقة وربما إفشالها
باختصار ما يجري الآن هو مناورة سياسية بين طرفين يحاولان إنقاذ نفسيهما من مصير سياسي مجهول وذلك على حساب القطاع وأهله.