منعة الاقتصاد الوطني
سلامة الدرعاوي
يبرز سلوك الحكومة الإيجابي في مواجهة الصعوبات والتحديات، حيث أظهرت التزاما في تبنيها لنهج شامل ومتكامل في مواجهة التحديات الاقتصادية. في منتدى "تواصل 2024" الحواري الوطني الذي عقد السبت تحت عنوان "منعة الأردن:
من الاستقرار إلى الانتعاش"، أكد رئيس الوزراء بشر الخصاونة النقاط الأساسية التي تعكس الإصرار والتفاؤل في السياسة الاقتصادية الأردنية. تصريحات رئيس الوزراء تشير بوضوح إلى أن الحكومة تدرك جيداً التحديات المتعلقة بالموارد الطبيعية المحدودة، ولكنها تعول على الثروة البشرية المميزة في البلاد، إذ ان هذا التوجه نحو الاستثمار في العنصر البشري يعكس وعياً بأهمية تطوير المهارات وتعزيز الكفاءات المحلية كركيزة للنمو الاقتصادي المستدام. دعوة الشباب للابتعاد عن السلبية والتحلي بروح المبادرة هي خطوة إستراتيجية تهدف إلى تغيير الثقافة المجتمعية وتوجيه الطاقات نحو الابتكار والإنتاجية.
وعلى الرغم من أن نسب النمو الحالية لا تفي بحل مشكلة البطالة بشكل كامل، إلا أن تحقيق الاقتصاد لأكثر من 46 ألف فرصة عمل في النصف الأول من العام الماضي تعد خطوة تعكس نجاح السياسات الاقتصادية في خلق فرص جديدة للشباب، فهذه الخطوة توضح أن الجهود الحكومية في دعم القطاع الخاص وتوفير بيئة عمل محفزة بدأت تؤتي ثمارها.
كما أشار رئيس الوزراء إلى التفاعل الإيجابي بين القطاعين العام والخاص، خصوصاً خلال الأزمات مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، فهذا التفاعل يعكس شراكة فعالة تساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي ومواجهة التحديات المشتركة بفعالية أكبر، جنبا إلى جنب مع المبادرات التي تم تبنيها بالتعاون مع القطاع الخاص تظهر التزاماً واضحاً بتحقيق التوازن بين الاستجابة للأزمات وتحقيق النمو الاقتصادي.
ومن الجوانب المهمة التي تناولها الخصاونة أيضاً هو الاستقرار النقدي، فاستقرار الدينار الأردني واحتياطي العملات الأجنبية الذي وصل إلى 19 مليار دينار يعكسان سياسات اقتصادية نقدية ناجحة، فهذا الاستقرار يمنح الثقة للمستثمرين، ويسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، ما يساهم بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي.
وفيما يتعلق بالإصلاحات، أشار رئيس الوزراء إلى تحسين التصنيف الائتماني للأردن من قبل وكالة موديز، وهو إنجاز يعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد الأردني، فهذا التصنيف يعد مؤشراً إيجابياً على قدرة الحكومة في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية وتعزيز الثقة بالأسواق المالية.
ومن المهم أيضا الإشارة إلى ان منتدى "تواصل 2024" الحواري الوطني، الذي تم تنظيمه من قبل مؤسسة ولي العهد، يمثل منصة مهمة للشباب الأردني للحوار وتبادل الأفكار حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية، فمثل هذه الفعاليات تساهم في إشراك الشباب في عملية صنع القرار وتعزيز وعيهم بالتحديات والفرص المتاحة. وللتأكيد، فإن مشاركة الحكومة في هذه المنتديات تعكس حرصها على التواصل المباشر مع المواطنين والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم.
وبالنهاية وبناءً على ما تم طرحه في المنتدى، يتضح أن الحكومة الأردنية تتبنى نهجاً شاملاً ومتكاملاً في مواجهة التحديات الاقتصادية، فالتركيز على تطوير الموارد البشرية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، والحفاظ على الاستقرار النقدي، وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية، كلها عوامل تسهم في تعزيز الانتعاش الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، وهذه الجهود المستمرة تعكس التزام الحكومة بتحقيق التقدم والازدهار للأردن.