النقل ودوره في التنمية المستدامة

{title}
أخبار الأردن -
د. مالك القصاص

يعتبر قطاع النقل شريان الحياة في أوروبا بسبب دوره الحيوي في دعم النشاط الاقتصادي، وتعزيز الترابط بين الدول الأعضاء، وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع. كما ومر قطاع النقل في أوروبا بتحولات كبيرة منذ الحرب العالمية الثانية، بدءًا من إعادة البناء والتحديث، مرورًا بالتكامل الأوروبي وتعزيز النقل الدولي، وصولاً إلى الابتكار التكنولوجي والتحول نحو الاستدامة.

هذه التطورات ساهمت في تعزيز الاقتصاد الأوروبي، حيث ساهمت في تحفيز النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل، وزيادة الاستثمارات في تطوير وصيانة البنية التحتية للنقل مثل الطرق السريعة، والسكك الحديدية، والمطارات، والموانئ. كما ويساهم قطاع النقل في تعزيز التجارة الداخلية والخارجية، وتعزيز قطاع السياحة من خلال تسهيل وصول السياح إلى الوجهات المختلفة داخل أوروبا، وتنمية المناطق الريفية من خلال الربط بين المناطق الحضرية والريفية، مما يساعد في تقليل الفجوة الاقتصادية بينهم.

وبالإضافة الى ذلك، يساهم قطاع النقل في تحسين جودة الحياة، من خلال توفير النقل الفعال للأفراد وتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، والتعليمية، والثقافية. كما وتوفر وسائل النقل العام مثل الحافلات والقطارات والمترو خيارات مريحة واقتصادية للتنقل اليومي، مما يقلل من الاعتماد على السيارات الخاصة ويخفف من الازدحام المروري والتلوث.

على الصعيد الإيطالي، تعد شبكة المواصلات والنقل في إيطاليا واحدة من الأكثر تنوعًا وتطورًا في أوروبا، حيث تشمل مجموعة واسعة من وسائل النقل مثل القطارات، والحافلات، والمترو، والترام. وكما تعد شبكة القطارات واحدة من أكبر وأهم شبكات النقل في أوروبا، حيث تمتد شبكة السكك الحديدية لحوالي 19 ألف كيلومتر، وتتميز بتغطيتها الواسعة والتنوع الكبير في خدماتها. وتلعب هذه الشبكة دوراً حيوياً في الربط بين المدن والمناطق الريفية، وتسهم في تعزيز الاقتصاد والسياحة والتنقل اليومي.

في ذات السياق، تلعب القطارات السريعة (بسرعة تصل ل 300 كم/ساعة) دورًا حيويًا في تقليل الوقت والمسافات بين المدن الكبرى في إيطاليا. فعلى سبيل المثال، يستغرق السفر بالقطار السريع بين روما وميلانو، حوالي ساعتين و50 دقيقة، بينما يستغرق بالسيارة حوالي 7 ساعات.

أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني تحديات منظومة النقل بمفهومها الشامل في الأردن، واسأل نفسي: هل يمكن عمل خطة شاملة لتطوير قطاع النقل العام في المدن والارياف في الأردن والتي يمكن ان تساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل مع الاخذ بعين الاعتبار الاستفادة من خبرات البلدان الاخرى؟ فعلى الرغم من وجود بعض التجارب الناجحة مثل الباص السريع، إلا أن غياب الاستراتيجية الشاملة والتشاركية لا يزال يمثل عائقًا كبيرًا. فما زالت منظومة النقل تعاني من نقص في التخطيط الاستراتيجي الذي يدمج جميع وسائل النقل ويضمن تكاملها وتنوعها. وبالإضافة الى ذلك، ما زال قطاع النقل يعاني من نقص في الاستثمارات اللازمة لتحديث وتطوير البنية التحتية، وكذلك لعمل مشاريع جديدة للنقل العام كالقطارات والمترو، وتبني تقنيات النقل الذكية، التي تشكل خطوات أساسية نحو تطوير نظام نقل فعال ومستدام يلبي احتياجات المواطنين ويعزز من نمو الاقتصاد الوطني.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير