سموتريتش.. ينفذ برنامج نتنياهو في الضفة
رأي مسار
سموتريتش.. ليس مجرد وزيرٍ لإكمال العدد، ولا مجرد حالة اضطرارية يحتاجها نتنياهو لممارسة حكمه، إنه قطب فاعل في تحديد السياسة وتنفيذها.
تاريخياً، يعتبر وزير المالية في إسرائيل هو الرجل الثاني في تراتبية الحكم والقرار، ومع أن سموتريتش تمتع بهذه المكانة الأساسية في الحكم والقرار إلا أنه حصل فوقها على شراكة في وزارة الدفاع.
سموتريتش وبن غفير يقولان ما لا يستطيع نتنياهو قوله صراحة في خططه وبرامجه، وآخر ما حرر في هذا الأمر، وقوف نتنياهو على أرض مستوطنات الشمال أي على بعد أمتار من مدن وقرى ومخيمات الضفة، داعياً إلى تطوير الحرب التي يقوم بها الجيش والمستوطنون تحت عنوان الحرب الدفاعية على الضفة، وكان قبل ذلك دعا إلى توظيف الأموال الفلسطينية المحتجزة لديه، في مشاريع توسيع وتحصين المستوطنات، أي أن تكاليف الحرب الدفاعية التي يتأهب لخوضها ستكون أيضاً من مال الفلسطينيين وأرضهم وما يملكون.
الضفة تحت خطر مباشر، وهذا ما لا يُواجه بما يستحق من عمل وجهد من الجانب الفلسطيني، وكأن الحرب على غزة تبرر الصمت على ما يجري في الضفة، وكأن اعترافات دول العالم بالدولة الفلسطينية تكفي لاعتبار الضفة في أمان.
العالم يعترف، وهذه مأثرة تستحق التسجيل والإشادة، غير أن ما لا يمكن تبريره هو الصمت على ما يجري في الضفة، مع أنه هو أساس الحرب حتى لو كان مكانها الصاخب غزة.
دعوة سموتريتش لحرب يسميها دفاعية على الضفة، ليست بمعزل عن برنامج نتنياهو وحكومته، الذي أساسه تجويف اعترافات الدول بتبديد الدولة على أرضها، وجعل الاعترافات الدولية بها مجرد استعراض رمزي لا أرض صلبة له.