تصعيد عسكري ومتاهة سياسية
أكملت إسرائيل وبعد عمل عسكري حذر، السيطرة على محور فيلادلفي، بما يعني تطوير الهجوم على رفح في ذات الوقت الذي تواجه فيه مقاومة عنيفة في العديد من مناطق غزة.
ما قامت به إسرائيل عسكرياً.. أغلق الأبواب التي كانت مفتوحة نسبياً أمام الوسطاء الثلاثة لبلوغ صفقة وقف إطلاق النار وتبادل.
حماس من جانبها أعطت للوسطاء أقصى ما تستطيع وشهدوا لها بذلك، أمّا إسرائيل المنقسمة على مستوى القمة، فقد تغلب منطق نتنياهو وأجندته الذي ما يزال يتحدث عن نصر مطلق، وصفه المختلفون معه على أنه مستحيل.
إمعاناً في صب الزيت على النار، صرح رجل نتنياهو تساحي هنغبي، بأن الحرب سوف تستمر لسبعة أشهر أخرى، في ذات الوقت الذي أعلن فيه الناطق العسكري السيطرة الكاملة على محور فيلادلفي، وإعلانه كذلك عن اكتشاف جبهة كاملة تحت الأرض على الحدود مع مصر، لأنفاق ومستودعات سلاح وذخائر وآبار، ما حدا بالجانب المصري إلى نفي كل ما قاله الإسرائيليون واعتباره كذباً لتبرير التصعيد ومواصلة العدوان.
ايزنكوت شريك غانتس في الحكومة والسياسة، ذهب بتصريحاته إلى الحد الأقصى، فيما اعتبر هجوماً تمهيدياً صاخباً للضغط على نتنياهو، قبل انتهاء مدة الإنذار التي إن لم يلبي مطالبه فسوف ينسحب من الحكومة ويفقدها غطاء الوسط الذي استفادت منه طيلة فترة الحرب وتغطت به داخليا وخارجياً بصورة فعّالة.
الحرب العسكرية تتواصل والمتاهة السياسية تتعقد ويتعذر الخروج منها، وإذا كانت تقديرات هنغبي بشأن طول أمد الحرب بدت مفاجئة لمن توقعوا نهايتها خلال أسابيع، فإن استمرار المتاهة السياسة المنبثقة عن الحرب العسكرية، قد لا تتوقف عند أشهر هنغبي السبعة، بل وسيتجاوزها إلى أمد طويل.