الفلسطينيون والقمة وخطاب الرئيس
القلة القليلة من الفلسطينيين التي تابعت أخبار انعقاد قمة المنامة، تأكد لها ما كان مؤكداً من قبل، بأنها لم تأتي بجديد.
القمة بحد ذاتها كانت مجرد احتفالية موسمية، يلتقي فيها الزعماء بالجملة، بعد أن تعذر لقائهم بالقطعة، أمّا خطبهم فهي مجرد تلخيص لمواقفهم التي قيلت على مدار سنة خلت أي بين القمتين.
الرئيس محمود عباس صاحب القضية الأساس، ألقى خطاباً يشبه الخطابات السابقة، فيه الكثير من الطلبات، ولكن النبرة اليائسة دلت على أنه لا يتوقع تلبية ولو بعض منها، حيث كل الطلبات على الحاحيتها ومن أقلها إلى أهمها.. فتحقيقها ليس بيد من يخاطبهم، فهم لا يملكون من أمر قضيته أي قرار، بما في ذلك شبكة الأمان المالية التي يفترض أن تكون أقل المطالب.
خطاب الرئيس تحدث عن أبواب أُغلقت، كالمصالحة الفلسطينية المفترض أن يبدأ فصل جديد منها في الصين.
وكان أغلق الباب الأمريكي حين أعلن بأنه سيعيد النظر بالعلاقات مع الدولة العظمى المنحازة إلى إسرائيل، والتي استخدمت حق الفيتو أربع مرات في أقل من ثمانية أشهر.
وكذلك أغلق من جانبه الباب المغلق أصلاً مع إسرائيل.. حين أعلن عن مضيه قدماً في تفعيل قرارات المجلس المركزي مع أن الذين خاطبهم إن سمعوا بها أصلاً فقد نسوها.
لقد أعلن الرئيس عن خيبة أمله من حكاية الحكومة الجديدة التي طالب العالم بتشكيلها لتصلح الحال المائل للسلطة، وحين تشكلت جرى ترحيب شامل بها، دون تقديم ولو قليل من القطران ليتسنى لها أن تعمل.
بعد إغلاق كل هذه الأبواب، التي لم تكن مفتوحة كما يجب أصلاً، سيجد رئيسنا نفسه أمام سؤال حتمي ما العمل؟ ولا شك في أنه يفكر جدياً في الأمر.