وفد طبي أردني عائد من القطاع.. قصص وشهادات

{title}
أخبار الأردن -

«ما إن دخلنا قطاع غزة حتى رأينا استقبالا وديا فيه الكثير من المحبة والأخوة من قبل الأهالي، حيث كان لوجود الوفود الطبية الأردنية أثر بالدعم النفسي لهم وبعث الطمأنينة في أنفسهم كما أكدوا لنا».

 

هكذا وصف عضو نقابة الأطباء الأردنيين وأخصائي العلاج والطبيعي والتأهيل طارق الخطيب العائد من غزة، ردة فعل أهالي القطاع تجاه أطباء أردنيين عند وصولهم هناك، ضمن وفد طبي مكون من 10 أطباء من مختلف التخصصات الطبية، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية في 24 الشهر الماضي والذي استمر وجوده لأسبوعين.

 

وبين الدكتور الخطيب في تصريح صحفي، أن أهل غزة يعتبرون الوفود الطبية الأردنية جزءا منهم، ولا يتعاملون معها كوفود غريبة، بل على العكس وجودهم يبعث الأمل والارتياح لديهم نظرا لتقاسمهم نفس الهم والألم ولوجود روح الأخوة الراسخة.

وأشار إلى أن الفريق الطبي الأردني الذي ذهب معه لغزة، كان مختلفا عن بقية الفرق السابقة، فقد كان يركز على الخدمات غير الجراحية، فضم تخصصات علاج الألم، والطب النفسي، وطب العلاج الطبيعي والتأهيل، والعناية المركزة، وجراحة الوجه والفكين، وعناية الجروح، والجراحة العامة، وجراحة الأورام، وذلك لتقييم وضع مرضى الإصابات الناجمة عن العدوان الصهيوني والمرضى المزمنين».

وأضاف الخطيب أن الفريق الطبي الأردني كان متواجدا خلال فترة الأسبوعين، بمستشفيين هما مستشفى غزة الأوروبي في منطقة الفخاري بين خانيونس ورفح، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث كان دوامهم بشكل يومي في أقسام المستشفيين المختلفة.

وأوضح أن الفريق الطبي قام بإجراء عمليات للإصابات الناتجة عن الذخائر من مدفعية أو القصف الصاروخي، والتي شملت مختلف التخصصات، كجراحة العظام، وجراحة الأوعية الدموية، والجراحة العامة، وجراحة الوجه والفكين.

وتابع بالإضافة للعمليات الجراحية، كان هناك متابعة للمرضى الموجودين داخل الاقسام، فبعد أن ينتهي المرضى من عمليات تثبيت العظام والبتور، كنا نبدأ معهم بعمليات إعادة التأهيل من الحالة الحادة، والتعامل معهم لاستعادة الوظائف كالمشي، وتجهيزهم لتركيب الأطراف الصناعية لهم.

وقال الخطيب » لقد تابعت حوالي 125 حالة من مرضى البتور والكسور، وتم وضع خطة علاجية لهم، ليكونوا مستعدين لممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعد الإصابات، وتخفيف اثار الإعاقات التي تحدث نتيجتها».

ولفت إلى أن الفريق الأردني قام بإجراء عمليات واجراءات لعلاج الألم التداخلي والتخفيف عن المرضى، لأن كثيرا منهم لديه اصابات شديدة معيقة بشكل كبير.

ولضمان استمرارية العمل بالمستشفيين حتى بعد انتهاء مدة إقامة الوفد الأردني بغزة، كشف الخطيب عن أن الأطباء الأردنيين بالوفد كان لهم لنا السبق بعمل دورات تدريبية للكوادر الموجودة هناك، وإعادة التعليم الطبي المستمر بعد انقطاع 7 شهور من الحرب، وذلك لرفع كفاءة الخدمة الصحية.

وبين أنهم قاموا بعمل دورات تدريبية على مدار أسبوع، للكوادر بالمستشفيين من أطباء وتمريض وعلاج طبيعي، لضمان استمرارية الخدمة هناك وعدم انقطاعها، وتم إنشاء فريق لغيار الجروح بالطريقة الصحيحة بإشراف أطباء جراحة.

ونوه إلى أنه بسبب النزوح والإصابات والاعتقالات والوفيات للكوادر الطبية في غزة، أصبح هناك شح ونقص فيها، فأغلب الخدمات حاليا تقوم على المتطوعين من أهل القطاع وليس الموظفين الأساسيين، وبالتالي خبرتهم تكون اقل من الكوادر المدربة أصلا، ومعظمهم خريجون جدد او لم يمارسوا الطب بشكل ميداني.

أما فيما يتعلق بتقديم خدمات الرعاية النفسية، فوفق الخطيب كان عليها طلب شديد، وقد قام الفريق الأردني بتزويد أغلب مستشفيات وزارة الصحة العاملة في جنوب القطاع بأدوية الطب النفسي التي كانت مقطوعة خلال فترة الحرب، مشيرا إلى أن اخصائي الطب النفسي الدكتور عمار العطار كان يعمل مع المرضى بطريقة تساعدهم على تجاوز صدماتهم.

وروى الخطيب قصة مؤلمة لطفل عمره 7 سنوات قائلا » بسبب إصابة حرب ناتجة عن قصف بيته أصبح لدى هذا الطفل بتر في أطرافه السفلية الاثنتين، مما أدى لتكون تصرفاته ومزاجه حاد جدا، حتى مجرد تقييم بسيط لم يقبل بأن نقيمه، وكان عنيفا في التعامل حتى مع والدته».

وأضاف» بعد أن تكلمنا مع والدته، أشارت إلى أنه حاول الانتحار شنقا بعد إصابته، وبعد التعاون مع الطبيب النفسي على تقييم حالته، بدأنا معه بعلاج دوائي ليخفف من أثر الصدمة التي حدثت معه، ثم بدأنا بعمليات تأهيله، والان بحمد الله يتم التنسيق لتركيب اطراف صناعية له، حتى يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي».

وبالنسبة للقطاع الصحي في غزة، أكد الخطيب أنه شبه منهار، ويقدم فقط أساسيات حفظ الحياة، بسبب الكم الهائل من المرضى الموجودين داخل المستشفيات، وعدد النازحين الكبير الموجودين داخل أروقتهم، إذ لا توجد نقطة لا يوجد فيها خيمة للمرضى، بما في ذلك الساحات الخارجية.

أما غرف المرضى، فأوضح أنها تضم بالعادة من 4-6 أسرة، لكن بسبب الظروف المأساوية هناك، كان يتواجد داخلها ما لا يقل عن 30-40 شخصا، من مرضى ومرافقين وعائلاتهم.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير