إعادة تأهيل في العمق

{title}
أخبار الأردن -

مالك العثامنة 

هناك حديث يأخذ صيغة تسريبات من عدة مصادر ولا يؤكدها أحد مفاده وجود خطة للبحث عن حاضن جغرافي على صيغة "منفى سياسي" لقيادات حماس (وباقي المقاومة الإسلامية) من السياسيين. 

يدعم هذه التسريبات ما صار مؤكدا عن طلب قطر من المكتب السياسي لحماس الخروج من الدوحة.

وفي تلك التسريبات "الأقل تأكيدا" ان المكتب السياسي منفصل عن القيادة العسكرية على أرض غزة، وهناك من يتحدثون عن خلاف وشقاق بين الذراع العسكرية "تحت القصف والملاحقة والتصفية" وذلك المكتب السياسي الذي وافق على ورقة الهدنة من قبل الوسطاء وبعد لقاءات مباشرة مع وليام بيرنز مدير المخابرات الأميركية في القاهرة واجتماعات "تشاورية" في تركيا.

ما يمكن قوله – لو صحت تلك الخطة المنهجية- أنها ترمي إلى إعادة إنتاج حماس كتنظيم سياسي يتم تأهيله عبر سنوات في "المنفى" إلى حالة مختلفة.

هذا يشبه إلى حد كبير ما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت في نظر العالم ولفترة طويلة حركة إرهابية لا يمكن التفاوض معها، وتم إخراجها من بيروت ونقل قياداتها إلى تونس التي كانت حاضنا سياسيا وجغرافيا مناسبا لإعادة تأهيل المنظمة إلى ما آلت إليه في النهاية بقيادة الراحل ياسر عرفات ( بالتزامن مع تصفيات دموية لقيادات معروفة بتصلبها من حوله).

وبالعودة إلى التسريبات "التي لا يؤكدها أحد" فإن الجغرافيا المرشحة لتكون حاضنا لحماس "السياسية" ستكون الجزائر.

وحسب ما يمكن سماعه "همسا" من مصادر "أوروبية تحديدا" فإن الجزائر لن تكون خيارا مثاليا لأسباب تتعلق بالجزائر نفسها، وعليه فإن البحث عن حاضن ما يزال معضلة بحاجة إلى حل.

التسريبات فيما يتعلق بالطرف الآخر، الأكثر تطرفا وخطرا على الأمن الدولي ونعني حكومة نتنياهو، فإن كل ما يحدث الآن من ضغوط للوصول إلى هدنة هدفها إسقاط تلك الحكومة، وتحويل المزاج العام الإسرائيلي إلى الواقعية بدلا من المزاج اليميني المتطرف الذي يحكم المشهد الآن. (..أيضا إعادة تأهيل لإسرائيل!).

في الداخل الفلسطيني، المقاربات ما تزال تبحث عن صيغة جديدة من بينها تغيير السلطة من خلال تغيير جذري في منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا يتطلب تفاهمات داخلية فلسطينية – فلسطينية، ومبادرات عربية على خطوط تماس مباشرة مع الشأن الفلسطيني، لإعادة تأهيل القيادة الفلسطينية نفسها.

أردنيا، فإن كل ما يحدث هو في المجال الحيوي الحساس للدولة الأردنية، وهذا يتطلب رؤية تتضمن حزما من خيارات محسومة وواضحة، مكتملة وجاهزة لرميها على طاولة المباحثات، أي مباحثات. كما يتطلب أيضا التخلص من الأوراق التقليدية "بكل الرهانات على شخوص انتهت صلاحيتهم" والبحث عن قنوات تواصل جديدة ومقبولة في عمق "المجال الحيوي الأكثر حساسية": الضفة الغربية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير