لا يمكن لك أكل الكعكة والاحتفاظ بها في نفس الوقت

{title}
أخبار الأردن -

حسن البراري العجارمة

تريد حماس ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار حتى تنتهي الحرب وهكذا تحقق الانتصار لأن دولة الكيان لم تحقق أي من أهدافها. فوقف دائم لاطلاق النار يضمن بقاء حماس في السلطة في غزة أو على الأقل يجعلها قادرة على المشاركة بشكل فعال في أي ترتيب لما بعد الحرب. علاوة على ذلك، تضمن حماس أيضا انسحاب اسرائيل من القطاع، وكأنك يا ابو زيد ما عزيت، فكل العربدة الإسرائيلية ستنتهي في انسحاب. وتحرر حماس أكبر عدد ممكن من الأسرى وهكذا ستعلن حماس انتصارها الاستراتيجي على دولة الاحتلال.

بالمقابل، تسعى دولة الكيان إلى اطلاق سراح الرهائن والأسرى على ألا يكون ذلك مرتبطا بنهاية الحرب، وإذا تمكنت من تأمين اطلاق سراحهم بثمن هدنة مؤقتة تسمح لها باستئناف الحرب عندها ستعلن انتصارها وتكتسب مقولة اليمين بأن الضغط العسكري فقط هو من أجبر حماس على صفقة التبادل بعضا من المصداقية عند قطاعات أوسع من الوسط اليهودي في دولة الكيان.

الوسطاء العرب لا يملكون التأثير على إسرائيل، لذلك يبقى الوسيط الأمريكي اللاعب الذي يصنع الفارق. لكن الوسيط الأمريكي هو أصلا شريك في الحرب، ويتماهي مع أهداف الحرب ولا يختلف مع نتنياهو إلا في مسألة رفح، فهناك قناعة أمريكية بأنه هدف ازاحة حماس عن الحكم يمكن أن يتحقق دون اجتياح رفح. بمعنى أن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل القضاء على حماس! والخلاف الآخر هو اليوم التالي للحرب، فالولايات المنجدة تريد اطلاق مسار سلمي يسمح لها بتشييد تحالف أمني اقليمي وتطبيع سعودي اسرائيلي يقلم من أظافر إيران، غير أن اليمين الاسرائيلي يريد اعادة الاستيطان في غزة واقامة تحالف اقليمي وتطبيع مع السعودية.

طغيان التأثير الأيدولوجي على البنية الذهنية لصناع القرار في تل أبيب يفقدهم القدرة على التخطيط الاستراتيجي، فلا يمكن الاستمرار بالاحتلال والتحالف مع العرب في الوقت ذاته، وكما يقول المثل الإنجليزي، لا يمكن لك أكل الكعكة والاحتفاظ بها في نفس الوقت، بمعنى أنه لا يمكن لك أن تجمع بين الأمر ونقيضه!

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير