أمريكا تستولي على نتائج الحرب
لم يكن بالأمر الخارج عن المألوف أن تحارب إدارة بايدن جنباً إلى جنب مع إسرائيل، دون الاكتفاء بالرعاية السياسية والتسليح، بل بالمشاركة الميدانية المباشرة كذلك.
ولقد تجاهلت الإدارة الانتقادات القوية التي تعرضت لها خلال الحرب الطويلة، بأنها تنجر وراء نتنياهو رغم المعارضة التكتيكية لأسلوبه الهمجي في الحرب.
أمريكا استثمرت بطريقتها الخاصة، وعينها على اليوم التالي الذي تعزز فيه حضورها في المنطقة، بالاستيلاء الصريح والمباشر على نتائج الحرب.
أمريكا فقدت ثقتها المطلقة بقدرة إسرائيل وحدها على الدفاع عن نفسها، فما بالك برعاية وحماية وضمان المصالح الأمريكية المنتشرة على جميع جغرافيات الشرق الأوسط.
وبفعل انعدام الثقة، حركت أساطيلها لحماية إسرائيل، وتصدّت للمسيرات والصواريخ الإيرانية قبل أن تصل إلى أهدافها المعلنة، ناهيك عن مسلسل الفيتو الذي سجل رقماً قياسيا خلال هذه الحرب، وها هي تبني ميناءً مؤقتا قد يكون دائماً في غزة، وتطور قاعدتها العسكرية في النقب، وتفاوض في القاهرة بالنيابة عن إسرائيل مجسدة حقيقة أن الوصي صار هو الطرف المباشر.
هذه هي طريقة أمريكا في العمل، فإن لم تبدأ حرباً أو فعالية سياسية فلديها قدرة الاستيلاء على النتائج.
فعلت ذلك في أوسلو وها هي تفعل نفس الشيء في غزة وراقبوا جيداً الفصول القادمة.-(مسار)