روسيا تبدأ استعمال سلاح الطاقة

{title}
أخبار الأردن -

كتب الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة، عامر الشوبكي:

في تطور خطير غازبروم الروسية ستبدأ بقطع الغاز عن بولندا وبلغاريا عبر خط يامال، اعتبارا من اليوم الاربعاء الساعة 8 صباحاً بتوقيت بولندا، ايذاناً في بدء استعمال الطاقة كسلاح ، وتنفيذا لقرار بوتين بيع الغاز بالروبل ، الامر الذي رفضته بولندا وبلغاريا ، و وافقت عليه بعض الشركات الاوربية في المانيا وهنغاريا وغيرها بعد اقرار المفوضية الاوروبية بان هذا التصرف لا يعد خرق للعقوبات على روسيا .

 متاحاً امام بولندا الان مطالبة غازبروم الروسية بتعويضات نتيجة خرق عقد بيع الغاز الذي من المقرر ان ينتهي نهاية العام الحالي ، كما ان بولندا حصنت نفسها بمخزون مملوء بنسبة تقارب 80% ، و تستطيع استعمال الغاز الطبيعي من شبكة الانابيب الاوربية من مختلف المصادر ، ولديها محطات استقبال الغاز المسال الذي تستورده من قطر ، عدا انها ستبدأ في اكتوبر القادم باستقبال 10 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز النرويجي بمجرد تشغيل خط أنابيب البلطيق الذي يربط شبكات الغاز البولندية والدنماركية والنرويجية ، وهي ذات الكمية التي كانت تستوردها من الغاز الروسي وتشكل نصف استهلاكها السنوي من الغاز الطبيعي، اما الضغوط الحقيقية فستبدأ مع بداية الشتاء القادم للقارة الاوروبية والعالم مع طلب قوي و شح في المعروض يرفع اسعار الغاز والنفط.
  غاز بروم ستفقد اكثر من 5 مليار دولار سنوياً بعد قطع 10 مليار متر مكعب من صادراتها ، الا ان هذه مقدمة تسرع من الخطوات الاوروبية الجادة للتخلي عن الغاز الروسي ، وتقرب من حزمة جديدة من العقوبات قد تشمل النفط ، بعد ان ادرك الغرب ان اي عقوبات لن تكون مؤثرة بشكل مؤلم على الاقتصاد الروسي دون ان تشمل النفط الذي يمد روسيا بمليار دولار يوميا نصفها يأتي من اوروبا بقياس سعر النفط الحالي، خاصة بعد ان استعاد الروبل قيمته التي فقدها منذ بداية العقوبات والحرب الروسية على اوكرانيا وبعد ان انخفضت معدلات التضخم في روسيا .
في المقابل يعاني العالم من ازمة طاقة وازمة غذاء لروسيا يد واضحة في تفعيلها لزيادة الضغط على الغرب والعالم، عدا ازمة التمويل والديون التي تتفاقم ، مما حذى بصندوق النقد الدولي تخفيض توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي هذا العام من 4.4% الى 3.5% ، مع ترجيح انخفاض اضافي تتبع تطور الاحداث والضغوط التضخمية في حرب اذا عرفنا نهايتها لا نعرف نهاية تبعاتها.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير