هل يُشاهد الأردنيون الصواريخ والمُسيّرات مرة ثانية؟

{title}
أخبار الأردن -

أكد محللون أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني قادم لا محالة، مع الاختلاف حول شكلة ووقته، ورجّح بعضهم أن يكون خلال نهاية الأسبوع الجاري، مع رد إيراني أقوى وأسرع من الرد الأول، وفي هذه الحالة سيشاهد الأردنيون الصواريخ والمُسيّرات مرة ثانية في مساء المملكة.

وذكرت القناة الإسرائيلية الـ12 وجود ثلاثة سيناريوهات محتملة للرد الإسرائيلي، حيث تتفاوت في شدتها وفي الأسلحة المستخدمة، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية.

ووفقاً لما ذكرته القناة، فإنه مع وعي الولايات المتحدة وأوروبا بأن إسرائيل تعتزم الرد، يحاول المحللون والخبراء العسكريون فهم طبيعة الرد الذي ستختاره إسرائيل، وخاصة في ظل التهديد الإيراني بالرد مجدداً باستخدام أسلحة لم يسبق استخدامها.

وأشارت القناة إلى أن الجيش الإسرائيلي قدم خلال اجتماع مجلس الحرب يوم أمس الاثنين عدة خيارات لشن هجوم على إيران.

وتتنوع السيناريوهات المذكورة بين الرد المحدود والمعتدل والكبير، حيث قد يتضمن الرد المحدود هجوماً إلكترونياً فقط دون إطلاق صواريخ أو شن هجوم جوي.

فيما يتعلق بالهجوم المعتدل، يمكن أن يكون هجومًا إلكترونيًا يرافقه هجوم صاروخي محدود على قاعدة عسكرية صغيرة أو مجمع عسكري واحد.

أما في سيناريو الهجوم الكبير، فيمكن أن يشمل الأمر عدة جوانب متعددة، بما في ذلك الهجوم الإلكتروني واستهداف عدة مجمعات عسكرية - بعضها ذو أهمية استراتيجية كبيرة - في أماكن استراتيجية متعددة في إيران.

وفيما يتعلق بالتقرير، يُشير إلى أن هناك أسئلة لا تزال بدون إجابة وهي: أين وماذا ومتى وكيف سيتم الرد على الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران ضد إسرائيل ليلة السبت الماضية.

وأضاف التقرير أن "كل ما هو معروف حتى الآن هو أن إسرائيل قررت الرد... وأن هناك اتفاقًا بين المستويين السياسي والأمني على ضرورة الرد".

وكانت إيران قد أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، كرد على الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق في بداية أبريل/نيسان الحالي.

وأعلنت تل أبيب أنها نجحت في اعتراض 99% من هذه الصواريخ والطائرات المسيرة، بينما أكدت طهران أن نصفها أصاب أهدافًا إسرائيلية بنجاح.

إسرائيل تسعى لحرب سريعة

تقارير الخبراء تشير إلى استبعاد إمكانية مشاركة إسرائيل في حرب واسعة مع إيران، في إطار الرد المتوقع على الهجمات الإيرانية التي تعرضت لها بالمسيرات الجوية والصواريخ قبل بضعة أيام. ويُتوقع أن الرد الإسرائيلي لن يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.

ووفقًا للكاتب المتخصص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين، فإن إسرائيل تسعى لحرب سريعة وتحاول أن تضغط على واشنطن للانخراط فيها، لكن المعطيات الاستراتيجية لا تدعم دخولها في تلك الحرب.

ويتوقع جبارين أن يكون الرد الإسرائيلي المتوقع هو ضربة قصيرة المدى زمنياً، أو قد يتم تأجيل الرد لوقت لاحق دون تحديد، ولكن يمكن أن يكون له تأثير أكبر مثلما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1991.

وأوضح جبارين خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم الرد على بغداد، ولذلك امتثلت إسرائيل لذلك الطلب قبل أن تقوم بعد ذلك بشن عدة ضربات ضد العراق.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لضرب إيران بدون إحداث توتر مع واشنطن، وتحاول أن تحدث تغييرًا في الموقف بناءً على تصريحات عدة، بما في ذلك تلك التي أدلى بها عضو مجلس الحرب بيني غانتس حيث أكد أن إسرائيل سترد على إيران في الزمان والطريقة المناسبين.

وأضاف جبارين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهتم بزيادة التوتر في المنطقة، وأن إسرائيل مهتمة بإعادة بناء الردع، لكنه أشار إلى أن الردع الإسرائيلي قد خسر في ليلة 14 أبريل/نيسان في حين حققت "الدولة العميقة في إسرائيل" مكاسب في تعاونها مع الحلف الذي شكلته واشنطن ضد إيران.

وعلى الرغم من ذلك، أكد جبارين أن إسرائيل دخلت في مرحلة مهمة خلال الأشهر الأخيرة، ونجحت في تكوين تحالف للدفاع عن نفسها، مما منحها راحة نفسية مؤقتة، في حين تسعى إيران لوضع ما حدث في سياق استنزاف.

لا أحد يرغب في إشعال مواجهة إقليمية

أشار الدكتور زياد ماجد، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس، إلى وجود تشابه في مواقف إيران وحزب الله وإسرائيل، حيث يسعى كل طرف إلى الحفاظ على قدرته على الردع، ولكن لا أحد يرغب في إشعال مواجهة إقليمية.

وأكد ماجد أن إسرائيل تظهر نية في استعادة زمام المبادرة، وعدم ترك لإيران فرصة لإطلاق النار الأخير، مع الأخذ في الاعتبار عدم رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في تغطية الرد العسكري الإسرائيلي.

وتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي إما بين ضربة قد تسفر عن خسائر كبيرة وتوسع نطاق الحرب، أو يقتصر على "رد مشهدي" يكون أكثر من إيقاع خسائر جسيمة تؤدي إلى إطلاق نار واسع النطاق.

وفي الختام، خلص أستاذ العلوم السياسية إلى أن كل طرف "لا يريد القبول بقواعد الاشتباك الجديدة دون الرد عليها"، مشيرًا إلى أن الإيرانيين أرسلوا رسالة بقوة نارية دون أن تدفع إسرائيل إلى مواجهة شاملة. وأضاف أن طهران لا تسعى للحرب الإقليمية لأسباب اقتصادية، بالإضافة إلى المراهنة على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.

وختم بالقول: "بين التصعيد الكبير وتبادل الرسائل النارية والسياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة إذا تسبب أي طرف في أضرار كبيرة للطرف الآخر"، مؤكدًا أن هناك خشية كبيرة من فقدان السيطرة على الأمور، وهو ما يتضح من تحذيرات بايدن لنتنياهو من التقديرات الخاطئة.

ويعتقد أن نتنياهو معني بالحفاظ على التوتر المستمر لتوريط الأمريكيين والبقاء في دائرة التوتر، وذلك لغرض تغطية الأحداث الجارية في غزة، وكذلك للمحافظة على التوازن بين تحالفه مع واشنطن وبين ائتلافه اليميني المتطرف، من خلال استخدام ضربة ضد إيران تجعله يستفيد من الرد الإيراني، مما يعيده إلى دائرة التوتر ويضمن توريط الأمريكيين، وبالتالي يستنزف جميع الأطراف في المنطقة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير