أبقار حمراء" ترعى في مستوطنات الضفة

{title}
أخبار الأردن -

نشر موقع ميدل ايست أي، تقريرا صحفيا، عن ظهور خمس بقرات حمراء بالضفة الغربية المحتلة، وصلت إلى دولة الاحتلال في عام 2022 من مزرعة في تكساس وسط ضجة كبيرة، ووضعت في حديقة أثرية.

 

وفقا للتقاليد اليهودية، هناك حاجة إلى رماد بقرة حمراء تماما لإجراء طقوس التطهير التي تسمح ببناء الهيكل الثالث المزعوم في القدس.

 

ونبهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بشأن هذه الأبقار، حيث قال مصدر مسؤول بالحركة في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي؛ إن الحركة كانت تراقب عن كثب الجهود المبذولة لتأمين وجود يهودي دائم في المسجد الأقصى، والشيء الوحيد المتبقي هو ذبح العجول الحمراء التي استوردوها من الولايات المتحدة.

 

وتاليا التقرير كاملا:

 

على قمة تل في الضفة الغربية المحتلة، خمس بقرات من فئة ريد أنجوس تقضم بصوت عال بعض القش. ومن حولهم، مجموعة من الإسرائيليين ينظرون بترقب، فإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، يمكن لهذه الأبقار أن تبشر بنهاية العالم كما نعرفه.

 

وفقا للتقاليد اليهودية، هناك حاجة إلى رماد بقرة حمراء تماما لإجراء طقوس التطهير التي تسمح ببناء الهيكل الثالث في القدس. وتقول الجماعات اليهودية المتطرفة؛ إن هذا المعبد يجب أن يتم بناؤه على الهضبة المرتفعة في مدينة القدس القديمة والمعروفة باسم جبل الهيكل، حيث يقع المسجد الأقصى وقبة الصخرة اليوم، ويعتقد البعض أن هذا سوف يبشر بوصول المسيح.

 

يوم الأربعاء الماضي، تجمع بضع عشرات من الإسرائيليين في مؤتمر على مشارف شيلو، وهي مستوطنة إسرائيلية غير قانونية بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية، لمناقشة الأهمية الدينية والحتمية للأبقار، وإلقاء نظرة عليها أيضا.

 

وقال حاييم، وهو مستوطن إسرائيلي يبلغ من العمر 38 عاما، لموقع “ميدل إيست آي”، بينما كان يستعد لشغل مقعده: “هذه لحظة جديدة في التاريخ اليهودي”.

 

لسنوات، كان أعضاء مجتمع الهيكل الثالث، بقيادة معهد الهيكل في القدس، الذي نظم المؤتمر، يبحثون عن بقرة حمراء تناسب وصف تلك المستخدمة للتطهير في التوراة، فالبقرة المثالية يجب ألا يكون بها عيب واحد، ولا شعر أبيض أو أسود طائش، ولا يمكن أبدا وضعها تحت الاستعباد أو تشغيلها.

 

وقال يهودا سنجر (71 عاما) من مستوطنة متسبيه يريحو وهو مترجم كتيب عن العجول الحمراء: “تم جلب هذه الأبقار من تكساس وتم تربيتها في ظروف خاصة للحفاظ على نقائها”، فيما قالت إدنا، زوجة سينجر، البالغة من العمر 69 عاما: “لا يمكن يتكئ أحد على الأبقار، فستكون نجسة بمجرد وضع سترتك على ظهورها”.

 

مراقبة الماشية في شيلو

 

البقرة المثالية لم تُر منذ 2000 عام؛ أي منذ أن دمر الرومان الهيكل اليهودي الثاني – الذي يُعتقد أنه كان قائما على قمة جبل الهيكل – في عام 70 بعد الميلاد، ومن وقتها لم يتم رؤية البقرة الحمراء المثالية؛ لذلك قرر بعض النشطاء اليهود، إلى جانب المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين، الذين يعتقدون أن بناء الهيكل الثالث سيعجل بالمجيء الثاني للمسيح وهرمجدون، أن ينشئوا معبدهم الخاص.

 

في عام 2022؛ وصلت إلى إسرائيل خمس من هذه الأبقار الصغيرة الواعدة، التي تتمتع بجلود مغرية لامعة، من مزرعة في تكساس وسط ضجة كبيرة. والآن يمكنك العثور عليها في حديقة أثرية، مفصولة عن الآثار التوراتية وشجيرات الخزامى المزهرة بفاصل فولاذي مرتفع.

 

“حزب الله علم بهذا الحدث”

 

في نواح عديدة، كان مؤتمر البقرة الحمراء مثل أي مؤتمر آخر؛ حيث تعمق الحاخامات وعلماء الدين في تفاصيل التوراة، كان شخصان في الحشد يومئان بلطف تحت الأضواء الخافتة.

 

وبطرق أخرى، كان المؤتمر فريدا من نوعه، فقد وقف المتحدثان الأولان على المنصة ببنادق هجومية معلقة حول أكتافهم. وقال كوبي مامو، رئيس موقع شيلو الأثري القديم، في كلمته الافتتاحية: “لقد علم حزب الله بهذا الحدث وتحدث عنه على تليغرام”.

 

واجتذب المؤتمر الكثير من الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي العربية.

 

وقال أحد الأشخاص في ليبيا مازحا؛ إن البقرة الحمراء التي عثر عليها على مقدمة عبوات جبنة البقرة الضاحكة، تكشف أن مثلثات الجبن القابلة للدهن هي مؤامرة صهيونية، متسائلا: “هل سألت نفسك يوما لماذا البقرة الضاحكة حمراء!!؟؟”.

 

وأشار آخرون بشكل أكثر جدية إلى وجود خطط وشيكة لذبح عجل على جبل الزيتون في القدس؛ حيث تم شراء الأراضي من قبل نشطاء الهيكل الثالث لهذا الغرض.

 

 وقال الحاخام يتسحاق مامو، من مجموعة المعبد الثالث أوفني القدس، لشبكة البث المسيحية في وقت سابق؛ إنه تم التخطيط لإقامة احتفال بعيد الفصح هذا العام، الذي سيأتي في أواخر نيسان/أبريل.

 

وأثارت حماس، الحركة الفلسطينية التي تقاتل إسرائيل في غزة، مخاوف بشأن الماشية؛ ففي تشرين الثاني/نوفمبر، قال مصدر فلسطيني رفيع المستوى على اتصال بقيادة حماس لموقع “ميدل إيست آي”؛ إن الحركة كانت تراقب عن كثب الجهود المبذولة لتأمين وجود يهودي دائم في المسجد الأقصى، وأضاف المصدر: “الشيء الوحيد المتبقي، هو ذبح العجول الحمراء التي استوردوها من الولايات المتحدة. إذا فعلوا ذلك، فهذه إشارة لإعادة بناء الهيكل الثالث”.

 

في كانون الثاني/يناير، ألقى أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، خطابا بمناسبة مرور 100 يوم على الهجوم الذي شنته الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر على المجتمعات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، وفيه ربط بشكل مباشر بين قرار حماس بمهاجمة إسرائيل ونشطاء الهيكل الثالث الذين يستوردون الماشية، وهو ما قال؛ إنه “اعتداء على مشاعر أمة بأكملها”.

 

الاحتلال: “كل ما نريده هو مذبح صغير”

 

يعقوب، طالب مدرسة دينية يبلغ من العمر 19 عاما من لوس أنجلوس، جاء إلى شيلو للحصول على فرصة لرؤية الأبقار بنفسه، وقال لموقع “ميدل إيست آي”: “لقد سمعت عن البقرات الحمراء والهيكل الأول والثاني طوال حياتي، لذلك أنا متحمس حقّا لفرصة رؤية واحدة منها اليوم”.

 

ويدرك يعقوب أن احتمال بناء الهيكل الثالث في موقع الأقصى مثير للجدل، حيث يقول: “لكنني لا أعتقد أنه ينبغي أن يكون كذلك”، مضيفا: “كانت هناك كنيسة ذات يوم، ثم مسجد. لقد كان في الأصل معبدا يهوديّا، لذا ينبغي أن يكون كذلك مرة أخرى. ليس من الضروري أن يكون ذلك بطريقة عنيفة”.

 

وقال بوروخ فيشمان، وهو عضو قديم في حركة المعبد الثالث، لموقع “ميدل إيست آي”؛ “إن هناك طريقا طويلا يجب قطعه بين ذبح بقرة حمراء وبناء معبد ثالث”، محددا 13 مشكلة تحتاج إلى حل قبل أن يبدأ البناء، بما في ذلك إقناع البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، بإضفاء الشرعية على مثل هذه الخطة، وقال: “هذا هو المكان الذي يمكنني المساعدة فيه على الجانب السياسي”.

 

منذ أن احتلت إسرائيل القدس في عام 1967، فرضت الحكومة الإسرائيلية قيودا صارمة تعود إلى العصر العثماني على صلاة اليهود ووجودهم في باحات المسجد الأقصى، كما تم حظر الدخول إلى المسجد الأقصى من قبل الحاخامية الكبرى في القدس منذ عام 1921، مع صدور مرسوم يقضي بمنع اليهود من دخول الموقع، ما لم يكونوا “نظيفين شعائريّا”، وهو أمر مستحيل دون رماد بقرة حمراء.

 

ومع ذلك، مع تحول السياسة والمجتمع الإسرائيلي نحو اليمين الديني، تم السماح لبعض الإسرائيليين اليهود – وهم في الغالب مستوطنون – بزيارة الموقع بانتظام تحت حراسة مسلحة.

 

ويأمل مجتمع الهيكل الثالث أن يؤدي ذبح أبقار شيلو الحمراء إلى تطهير الشعب اليهودي، حتى يتمكنوا من أداء الطقوس والعبادة في باحات المسجد؛ حيث قدر البحث الذي أجراه أحد الأساتذة في جامعة بار إيلان، أن رماد بقرة واحدة يمكن تحويله إلى مياه تطهير تكفي لـ 660 مليار عملية تنقية.

 

ويقول فيشمان؛ “إن إحدى القضايا الرئيسية هي الوقف”، في إشارة إلى الوقف الإسلامي الذي يديره الأردن، والذي يدير المسجد الأقصى، مضيفا: “يحصل الوقف على أموال كثيرة من الأردن، ولا أعتقد أنهم يريدون التخلي عن ذلك”.

 

ووفقا لفيشمان، يجب اتخاذ خطوات صغيرة لتأمين الوجود اليهودي في جبل الهيكل. وأضاف: “المجتمع الإسلامي يتألم كثيرا في الوقت الحالي، وعلينا أن نكون حساسين... كل ما نريده هو مذبح صغير”.

 

وقد سعى بعض نشطاء الهيكل الثالث والحاخامات في السابق، إلى أداء طقوس التضحيات في باحات الأقصى في عيد الفصح، لكن الجنود الإسرائيليين رفضوا ذلك.

 

وقال فيشمان: “ربما يمكن إقناع الوقف بالمساعدة في جمع التبرعات وجمع الأموال بهذه الطريقة”، متابعا: “بالطبع، لا يمكن لأي شخص أن يأتي بشيء للتضحية به، فسيكون ذلك بمنزلة حمام دم. لكني أعتقد أن هناك فرقا بين ما يقوله الوقف في العلن وفي السر، ومن الممكن أن يقتنع”.

 

ردّا على ذلك، قال المتحدث باسم الوقف فراس الدبس لموقع “ميدل إيست آي”: “دعوهم يقولون ما يريدون في مؤتمراتهم. وتؤكد الأوقاف دائما في بياناتها رأيها الحاسم بأن المسجد الأقصى للمسلمين فقط، وأنه لا يقبل الشراكة أو القسمة”، وأضاف: “لا قيمة لما يتم تداوله في هذه المؤتمرات طالما أنها ليست رسمية”.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير