مرض فتاك ومعدي يهدد الدول العربية

{title}
أخبار الأردن -

بمناسبة اليوم العالمي لمرض السل (التدرن)، والذي يصادف اليوم، قال استشاري الأمراض الصدرية وخبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة إن السل ما زال واحدا من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم ومن السابق لأوانه إجراء تقييم دقيق للعواقب طويلة المدى للحرب في قطاع غزة.

ورجح الطراونة أن يكون للصراع تأثيرا كبيرا على معدلات الإصابة بمرض السل في غزة وفي المنطقة بأكملها.

وأكد أن التحركات الكبيرة للاجئين والإقامة في ملاجئ ضيقة وانقطاع الرعاية الطبية تساعد على انتشار الأمراض المعدية.

"17 مليار دولار مخصصات منظمة الصحة العالمية لمكافحة مرض السل"، وفق الطراونة .

"وفي الوقت الذي تعكف منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض السل وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل أعلنت المنظمة عن تمديد مبادرة مديرها العام الدكتور تيدروس أدهانوم بشأن القضاء على السل وتحقيق التغطية الصحية الشاملة للفترة من 2023 إلى 2027 حتى عام 2030"، وفق الطراونة.

وفي ذات السياق، طالب الدكتور الطراونة، بوجود بروتوكول واستراتيجية عربية لعلاج مرض السل، لخطورته الشديدة على صحة الانسان، مشيرا إلى انه لا يوجد بروتوكول او استراتيجية عربية لمرض السل، وان ما يوجد هي جهود اقليمية للدول.

وقال إن مرض السل يعد من الامراض المعدية والتي تشكل خطورة وتشكل مشكلة صحية عالمية لذلك هذا المرض ينتقل عن طريق التنفس المسبب لهذا المرض هي جرثومة السل او ما تسمى بالجرثومة السلية المتفطرة.

واضاف الطراونة ان هذه الجرثومة تدخل الى الجهاز التنفسي عن طريق الرذاذ الخارج من المصابين عن طريق السعال والعطاس عندما تكون حالة السل لديهم نشطة فعندما تدخل الى الجهاز التنفسي تستقر في الحويصلات الهوائية ويكون المصدر الرئيسي للسل هو الرئة بنسبة 70% وقد تصاب اعضاء الجسم الاخرى بنسبة تصل الى 30% فقد يؤثر السل على العظام والجلد والدماغ فهو مرض ينتقل من خلال المصدر الذي دخل اليه الى الرئة عن طريق الدم حتى يصل الى اعضاء الجسم الاخرى.

وبين أن أعراضه، تتمثل في السعال المستمر، المصحوب بدم أو مخاط، مع الشعور بألم في منطقة الصدر وأثناء التنفس والسعال، مع فقدان الوزن بصورة ملحوظة، والارهاق والتعرق الليلي والحمى وفقدان الشهية، والضعف العام. وهذه الاعراض تستدعي التشخيص المبكر لان الاشحاص المصابون بالسل النشط عندما يخالطون في اماكن العمل او الاماكن المغلقة المكتظة التي تقل فيها التهوية ينقلون العدوى بشكل كبير فنصف الاشحاص الذين يخالطون اشخاص مصابون بالسل النشط قد يصابون .

وقال إن العلاج ينقسم الى المرضى المصابون والعلاج الوقائي للمرضى المخالطون وذلك لمنع انتشارالعدوى لانها تنتشر في المجتمعات ذات الاقتصاد الضعيف.

واكد على ان جهود مكافحة السل هي جهود عالمية فقد وضعت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية للقضاء على السل ومن اهم الاجراءات ان يكون هناك بروتوكول وطني ودولي واقليمي للتشخيص المبكر للاشخاص الذين تظهر عليهم اعراض السل وذلك من خلال اجراء المسح والاكتشاف المبكر لهذه الحالات.

 وشدد على ضرورة دعم المناطق التي تحدث فيها نزاعات وحروب والتي تعاني من اقتصادات منخفضة من قبل الدول المتقدمة للرصد المبكر لمثل هذه الحالات حتى لاتنتشر العدوى.

واوضح انه في عـام 2021 قد بلغت حالات الاصابة بمرض السل مايقارب 10 مليون ونصف فيما اودت بحياة مايقارب مليونا ونصف تقريبا وهذه ارقام مرتفعة جدا ولكن بسبب الجهود التي تقوم بها منظمة الصحة العامية والجهود الدولية تشير الارقام الى انه في عـام 2022 تم حماية ما يقارب 74 مليون شخص من مرض السل.

واشار الى أن جائحة كورونا قد اضعفت الجهود المبذولة لتشخيص وعلاج مرض السل بسبب الانشغال العالمي بها مما دعا منظمة الصحة العالمية إلى دعوة الدول لتطبيق الاستراتيجة التي تهدف إلى تقليل نسب وفايات مرض السل الى 90% ونسب الاصابة الى 80% بحلول عام 2030 .

واضاف ان علاج مرض السل لاسيما انه تحدي كبير لان خلال فترة علاج الاشحاص المصابون يحتاجون الى الحصول على اربعة ادوية مدة لاتقل عن 6 أشهر وفي بعض المناطق والاقاليم حول العالم هنالك ما يسمى بمقاومة الادوية المتعددة او الشديدة لذلك هذا تحدي كبير لكيفية التشخيص والعلاج .

وحول الدراسات التي تجرى حول العالم الان قال الطراونة إن منظمة الصحة العالمية رصدت مايقارب 2 مليار دولار لاجراء دراسات وابحاث لايجاد علاجات ولقاحات جديدة لمرض السل وقد خصصت حوالي 17 مليار دولار لعلاج حوالي 40 مليون شخص مصاب ولايصال العلاج الوقائي لما يقارب 30 مليون شخص مخالط .

ونوه الدكتور محمد الطراونة ان آخر الابحاث التي اجريت في جامعة كامبرج نصت على ان هناك بعض المستحضرات التي تساعد في التقليل من حصول المقاومة للعلاجات الخاصة بمرض السل مثل الدواء Verapamil والذي يستخدمه الاشخاص لغايات مرض القلب والضغط .  

 وحول طرق الوقاية،فقد أوضح الدكتور الطراونة، أنه في حالة الإصابة بالسل يجب أن تبقى في المنزل وتبتعد عن الاختلاط فلا يمكن الذهاب إلى اماكن تواجد الآخرين مثل: العمل أو المدرسة ويجب الاعتزال في حجرة منفردة خاصة في أسابيع الإصابة الأولى.   

واستطرد حديثه بضرورة الحرص على تهوية الغرفة بإستمرار حيث تنتشر البكتريا المسببة لمرض السل بسهولة كبيرة، وعند السعال وجب علينا ان نغطي الفم واستخدام المنديل حتى عند التحدث وبعد الاستخدام نضعه في كيس ونغلقه بإحكام قبل التخلص منه، أيضا يجب الحرص على ارتداء الكمامة إذا اضطر المريض للتحدث مع أشخاص آخرين فهذا يقلل كثيرا من فرص .

وأردف: ويبقى التساؤل هل سنشهد بروتوكولا عربيا لعلاج السل؟

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير