الاخبار العاجلة
غموض يحيط بتصفية رمزَين سوريَين لتهريب المخدرات إلى الأردن

غموض يحيط بتصفية رمزَين سوريَين لتهريب المخدرات إلى الأردن

قُتل متهمان بالاتجار بالمخدرات برصاص مجهولين في ريف السويداء جنوب سورية يوم الأربعاء الماضي، في حادث ما يزال الغموض يكتنفه، في ظل تعدد الجهات التي يمكن أن تقف خلفه، ولا سيما أنه جاء في ظل حملات داخلية تقوم بها فصائل للحد من تهريب المخدرات إلى الأردن.

وذكرت شبكات إخبارية محلية أن شاكر وعواد الشويعر، المنحدرين من قرية أم شامة جنوب شرقي السويداء قتلا الأربعاء، إثر تعرضهما لإطلاق نار أثناء محاولة إلقاء القبض عليهما من قبل مجموعة محلية مسلحة في مدينة صلخد في محافظة السويداء جنوب سورية.

وذكرت شبكة "السويداء 24"، أن شاكر الشويعر، كان "من الأسماء البارزة في ملف تجارة المخدرات على الحدود بين سورية والأردن، ويرتبط بعلاقات مع ضباط في الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للنظام، كان يستغلها في عمليات التهريب بالمنطقة".

أحد القتيلين بريف السويداء من كبار المهربين

وأكدت الشبكة أن القتيل "لم يكن مهرباً عادياً، بل كان من كبار المهربين"، مشيرة إلى أنه كان ينظر إليه على أنه خليفة مرعي الرمثان الذي قتل بغارة أردنية في مايو/أيار الماضي، وكان من أبرز مهربي المخدرات في الجنوب السوري. وكان الشويعر نفسه قد نجا من قصف جوي أردني، استهدف منزله في قرية أم شامة، أواخر العام الماضي.

وأشار الناشط المدني ريّان معروف إلى أن "مجموعة محلية من أهالي صلخد وراء قتل الشويعر"، ناقلاً عنها التأكيد أن الحادث "يأتي في سياق المتابعة الأهلية للمشبوهين والمتورطين في تجارة المخدرات، الذين تسببوا بقصف القرى والأهداف السكنية من الجانب الأردني".

لكن حامد الراعي (وهو اسم مستعار لأحد المواطنين من عشائر المنطقة الجنوبية المحاذية للأردن) رجّح أن تكون أجهزة النظام "هي من تقف خلف عملية تصفية شاكر الشويعر، مشيراً إلى أن النظام "يحاول الظهور بمظهر المحارب لتجارة المخدرات". وأضاف: من جملة أهداف النظام افتعال فتنة بين عشائر المحافظة والمكونات الحضرية فيها (البدو والدروز).

عملية قتل شاكر الشويعر معقدة ومتداخلة

من جهتها، ذكرت مصادر محلية مطلعة، فضّلت عدم ذكر هويتها لـ"العربي الجديد"، أن عملية قتل شاكر الشويعر "معقدة ومتداخلة"، مشيرة إلى أن عدة جهات "يمكن أن تكون وراء العملية، من بينها فصائل محلية أو الأجهزة الأمنية التابعة للنظام لأسباب تتعلق بالتصفيات الداخلية".

وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية المتعددة "تدخل أحياناً بحروب تصفيات"، مضيفة: ربما كان قتل الشويعر رسالة من جهاز أمني إلى آخر في ظل تعقّد شبكة المصالح لضباط النظام السوري وتشابكها.

وبعد اتهامات وجهت له بالتورط بقتل شاكر الشويعر من قبل أحد الإعلاميين، نفى حزب "اللواء" المحلي المعارض أي علاقة له باستهداف الشويعر، مشيراً إلى "خلافات داخلية بين فرع الأمن العسكري وفرع أمن الدولة".

وقال، في بيان: ليس من المنطقي عند كل خلاف على تقاسم الحصص المالية بين تجار المخدرات والأفرع الأمنية أن تتحول هذه الخلافات إلى جرائم قتل وترهيب للمدنيين، وتوزيع التهم بشكل عشوائي خوفاً من انفضاح هذه الخلافات.

لا معلومات عمن يقف وراء قتل الشويعر

من جانبه، بيّن الصحافي نورس عزيز، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "لا معلومات مؤكدة عن الجهة التي تقف وراء عملية قتل الشويعر"، مشيراً إلى أن الأمر "ربما يأتي في سياق التصفيات الداخلية بين تجار المخدرات". وأشار إلى أن المعطيات تشير إلى وجود "ترتيبات معينة في الجنوب السوري لمواجهة تجار المخدرات بدأت بها حركة رجال الكرامة منذ عدة أشهر".

ولم تعلن أي جهة محلية في محافظة السويداء حتى ظهر أمس الخميس مسؤوليتها عن اغتيال شاكر الشويعر لأنها "تدرك أن هذه الخطوة قد تشعل فتيل الفتنة بالمحافظة، ما بين البدو والدروز، وهو ما يخطط له النظام لخلط أوراق المحافظة، التي تشهد حراكاً ضده منذ منتصف العام الماضي"، وفق مصادر في مدينة السويداء.

وأضافت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تحاول بشتى الطرق خلق الظروف المؤدية إلى احتراب لاستعادة السيطرة على محافظة السويداء. ورأى ناشط مدني طلب التعريف به باسم شاهين ناصيف أنه "ربما قام فصيل محلي في السويداء بتصفية الشويعر، كاستكمال لعمليات القضاء على تجار المخدرات في المحافظة".

لا مصلحة للنظام بقتل الشويعر

وقال الناشط المدني نفسه إن "أغلب السكان لا يريدون المزيد من عمليات القصف الجوي الأردني التي تقتل مدنيين، وغالباً ما ينجو التجار". وأشار إلى أنه "ليس من مصلحة الأجهزة الأمنية القضاء على الشويعر"، موضحاً أنه كان من أهم مروجي المخدرات، وله صلة مباشرة مع أجهزة الأمن التي تسهل عمليات وصول الشاحنات المحملة بالمخدرات للحدود مع الأردن.

وشن الأردن غارات جوية على ريف السويداء "في إطار ملاحقة مهربي المخدرات"، وفق مصادر رسمية أردنية وقتها، وبعدها طالبت مجموعات وفصائل محلية، أبرزها "حركة رجال الكرامة"، الجانب الأردني بوقف الهجمات، وتسليم الحركة لوائح بأسماء الموجودين ضمن محافظة السويداء، ممن تعتقد أنهم متورطين بتجارة وتهريب المخدرات، لتتكفل الحركة بهم.

وبدأت الحركة منذ ذلك التاريخ حملة، حظيت بدعم مجتمعي، للحد من تجارة المخدرات وتهريبها إلى الأردن.

ويأتي قتل الشويعر في ظل وجود معطيات تؤكد أن جهات تابعة إلى النظام السوري، ومنها الفرقة الرابعة في قواته التي يقودها ماهر الأسد، تقف وراء أغلب عمليات التهريب التي تتم من الجنوب السوري إلى الشمال الأردني.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).