قراءة لموقف حماس والآخرين من الصفقة
رد حماس الذي انتظره الجميع، اعتبر إيجابيا من جانب الوسطاء العرب واعتبر كذلك وإن بدرجة أقل من جانب الأمريكيين، ولم يُعلّق عليه في إسرائيل لا سلباً ولا إيجابا بل بذهاب إلى الدراسة والتقويم.
الحديث حتى الآن يدور حول الإطار العام الذي وُضعت خطوطه في باريس، والطرفان الأساسيان وهما إسرائيل وحماس، يضعان كل من جانبه اشتراطات تعتبر تعجيزية، ما يضع عنوانا للمشهد الراهن يقول "تم الاتفاق على الأساس ولم يجري الاتفاق بعد البناء"
الأساس الذي هو الإطار، وحسب التجربة لا يكفي الاتفاق عليه لأن تتم الصفقة، وتمضي مراحل تنفيذها بسلاسة وتراتبية توصل إلى نهاية اللعبة، فالنهاية المنشودة بالنسبة لحماس هي انتهاء الحرب وإعادة الإعمار وانسحاب إسرائيل من القطاع، وهذا ما لا تقبل إسرائيل بمجرد النظر إليه ونقاشه، ذلك لأن النهاية التي تراها بالهدنة ومن دونها وصفتها بالانتصار المطلق على حماس.
ما تزال المسافة بعيدة بين حماس وإسرائيل والوسطاء يدركون ذلك أكثر من غيرهم ولكن ما الذي يدعوهم إلى التفاؤل؟
إنه امكانية التدرج في معالجة المراحل التي يتضمنها الإطار على أن يبدأ العمل بوقف لإطلاق النار في المرحلة الأولى، وتبادل محدود للأسرى والمحتجزين، وهذا يمكن أن يخلق ديناميكية أكثر فاعلية لوقف إطلاق نار أطول في المرحلة التالية، وتبادل جديد يقترب من تفكيك أحد أهم العقد التي تعترض إنهاء الحرب.
ربما يكون ممكناً إنجاز المرحلة الأولى من الإطار، فهي بالقياس للمطالب والأجندات الحمساوية والإسرائيلية تبدو على صعوبتها أسهل من الذي يليها، إلا أنها تُدخل العملية كلها في سباق مع الزمن.
إن عدم إنجاز وقف إطلاق نار، يؤدي إلى تعليق التقدم في مسار التبادل على ما يجري في الميدان، وهنا تحاول إسرائيل الإفادة من عامل الزمن لمواصلة أجندتها العسكرية الهادفة إلى ما تسميه بإنهاء خان يونس والتوجه إلى رفح.
لقد تم القليل جداً وبقي الكثير والصعب والأكثر تعقيداً. وطرفا القتال المباشرين لا يعملان في ظروف مريحة.
الوضع الإنساني في غزة يضغط على حماس للتعجيل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
أمّا إسرائيل فصعوبة حسم خان يونس ورفح بعدها تشكل عامل ضغط عليها، إضافة إلى التفاعل الداخلي الذي يشغله ذوو المحتجزين، والاختلافات القيادية حول الأفق السياسي للحرب.
السؤال.. هل ينجح بلينكن في اقناع إسرائيل بتجاوب أكثر في مسألة وقف النار والتبادل في مرحلتها الأولى؟ أم نحتاج إلى وقت أطول كي نستبين الخيط الأبيض من الأسود؟
لا استنتاجات دقيقة لما سيجري، إذ لابد من المراقبة والانتظار، الوصف الأدق للحالة الآن.. الحذر والتربص من جانب كل الأطراف.