إيقاع "وحدة الساحات" لمهندسها العاروري يتزامن عند "الثانية"
محمود الشرعان
شهدت الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الأربعاء، عدة عمليات متوازية ضد الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من جهبة، ما يعزز مفهوم "وحدة الساحات" التي أطلقتها حركات المقاومة بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة والذي دخل يومه الـ 89، وتأتي بعد ساعات من اغتيال مهندسها صالح العاروري، لكنها لا تمثل ردًا على اغتياله بعد.
في هذا التوقت صدرت إعلانات متزامة من جنوب لبنان واليمن وقطاع غزة الذي يشهد المأساة الكبرى، وتخوض فيه المقاومة معارك شرسة دفاعًا عن الأرض، إلى جانب جبهة رابعة النار فيها تحت الرماد وهي الضفة الغربية.
و"وحدة الساحات" مفهوم جسده القيادي البارز ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل مساء أمس في بيروت مع قادة في الحركة وكتائب القسام.
ويعتبر العاروري من الشخصيات التي جمعت بين العمل العسكري والسياسي، داعيا للوحدة الفلسطينية، ولديه قبول مع مختلف الفصائل الفلسطينية.
ضربة مشتركة والهدف واحد
بدأتها غزة بالإعلان عن عملية مشتركة بين كتائب القسام وكتائب المجاهدين تمكنوا فيها إسقاط طائرة استطلاع صهيونية من نوع هيرمز 900 بصاروخ مضاد للطائرات شرق مدينة غزة، ثم تمكن مقاتلو كتائب القسام وسرايا القدس من استهداف تجمع للآليات الإسرائيلية شرق حي التفاح والدرج بقذائف الهاون.
كما أعلنت كتائب القسام سيطرتها على طائرة درون صهيونية خلال مهمة لها جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، ودك تجمعاً لآليات وجنود الاحتلال بقذائف الهاون شرق حي التفاح والدرج بمدينة غزة، واستهدف دبابة صهيونية بقذيفة "الياسين 105" في منطقة الشيخ عجلين بمدينة غزة.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود الاحتلال في محاور التقدم شمال قطاع غزة، إضافة إلى قنص جنديين صهيونيين في محور التقدم شمال مخيم البريج مؤكدين مقتل أحدهما وإصابة الآخر.
أما الجبهة الثانية، والتي تتصاعد فيها حدة الاعتداءات الإسرائيلية وهي الضفة الغربية، فهي تشهد إضرابا شاملًا حدادًا على العاروري.
فيما حزب الله، الذي دخل معركة "طوفان الأقصى" بعد انطلاقها، في الجبهة الثالثة، والذي أكد على ضرورة وجود رد على الجرائم الإسرائيلية، وآخرها اغتيال العاروري، أعلن عن ضرب ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وتحقيق إصابات مباشرة فيها.
وعند الجبهة الرابعة، اليمن، استهدف الحوثي سفينةِ " CMA CGM TAGE سي إم أي سي جي إم تَيج " كانتْ متجهةً إلى موانئ فلسطين المحتلة، وفقا لبيان صادر عن المتحدث باسم جماعة الحوثي يحيى سريع.
وقال سريع، الأربعاء، إنّ عمليةَ الاستهدافِ جاءتْ بعدَ رفضِ طاقمِ السفينةِ الاستجابةَ لنداءاتِ القواتِ البحريةِ اليمنيةِ بما في ذلك الرسائلُ التحذيرية النارية.
وأكد استمرارهم في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين الأحمر والعربيِ حتى إدخالِ ما يحتاجُه إخوانُنا في قطاع غزة من غذاء ودواء. والتي ضربت الاقتصاد الإسرائيلي.
مخاوف إسرائيلية
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء، رفع حالة التأهب على طول الحدود مع لبنان، وذلك بعد ساعات من اغتيال العاروري.
وعبرت نائبة مدير المكتب الإعلامي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" كانديس أرديل عن "القلق العميق" إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على جانبي الخط الأزرق، الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
العاروري.. "مهندس الوحدة"