عباس: متفقون مع الأردن ومصر على كل شيء ولن نتخلى عن غزة
أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس ضرورة وقف العدوان المتواصل على شعبنا بشكل كامل، وفتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المساعدات الإنسانية، ورفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ومنعه".
وثمّن الرئيس في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي، الموقف المصري والأردني الداعم لصمود شعبنا، والرافض لمخطط تهجيره، مشيرا إلى جاهزية السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة كما كانت تتحملها سابقا، كذلك في الضفة، بما فيها القدس، كدولة فلسطينية واحدة.
وأشار إلى أن "هناك تواصلا دائما وتنسيقا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومع وزير الخارجية سامح شكري، أو رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، من أجل العمل على وقف العدوان فورا، فنحن ومصر والأردن متفقون على كل شيء، يضاف إلينا إخواننا في السعودية أيضا"، مؤكدا أهمية التواصل على المستويات كافة مع الأشقاء العرب.
وأوضح سيادته أن ما يحدث اليوم جريمة كبرى تُرتكب منذ أكثر من 80 يوماً ضد الشعب الفلسطيني، ليس فقط في غزة، وإنما في الضفة الغربية، بما فيها القدس أيضا، موضحا أن عدد الشهداء تجاوز حتى الآن 20 ألف شهيد، والجرحى حوالي 60 ألفا، وهناك أكثر من 7 آلاف مفقودون تحت الأنقاض.
ووصف ما حدث بالأمر البشع، الذي يحدث على مرأى العالم ومسمعه، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، معربا عن أسفه من موقف الولايات المتحدة الرافض لوقف هذه الحرب، والفيتو الذي يصدر عنها في كل مرة يحاول بها العالم ومجلس الأمن والجمعية العامة أن يوقفوها.
وتابع سيادته: "إن ما يجري على الأرض الفلسطينية هذه الأيام أكبر من كارثة، وأكبر من حرب إبادة، ولم يشهد شعبنا مثل هذه الحرب، حتى في نكبة عام 1948، ما يحصل الآن هو أبشع بكثير مما حصل وربما في أي بلد آخر، وغزة تحتاج الآن إلى عشرات المليارات لتعود على الأقل مكانا صالحا للعيش".
وأضاف: من يذهب إلى غزة لا يعرفها بسبب حجم الدمار الكبير في البنية التحتية، والمرافق، والممتلكات، وما يحدث في الضفة بما فيها القدس ليس بالبعيد، فالمستعمرون الذين كانوا يعتدون على كل المدن، والقرى، والمخيمات، بشكل يومي بحماية جيش الاحتلال، الذي هو بات يقوم بهذه المهمة.
وأضاف، أن إسرائيل تقول إنها تدافع عن نفسها، وهذا كلام مرفوض، وغير منطقي، ولا يقبله أي عقل، تدافع عن نفسها من ماذا.
ونوه إلى أن مخطط إسرائيل هو أن تقضي على الوجود الفلسطيني، وهذا لن يحدث، فهذا مخطط نتنياهو شخصياً وحكومته الحالية، ولا أقول إن الحكومات السابقة بريئة، فهم جميعا يسعون إلى التخلص من الفلسطينيين، والسلطة الفلسطينية.
وبهذا الصدد، قال: نحن موجودون في غزة، ونقوم بواجبنا، ولم ولن نتخلى عنها، ورغم انقلاب حماس في عام 2007، إلا أننا موجودون طيلة الوقت إلى يومنا هذا، ولدينا 5 وزراء في الحكومة من غزة، 3 مقيمون فيها".
وأكد جاهزيته في أي وقت لعقد مؤتمر دولي، من أجل دراسة الوضع على أساس الشرعية الدولية، التي تتمثل في إقامة دولة فلسطين تشمل غزة، والضفة، والقدس، وهذا لا يوجد عليه خلاف".
وشدد سيادته على أن "إسرائيل لا تريدنا أن نعود، فهي تريد أن تبقى، وتستقطع أجزاءً من غزة، ولكن العالم برمته لا يوافق معها، ونظرياً أميركا هي الأخرى ترفض ذلك، فهي تستطيع بإشارة أن تطبق هذا، وأن تأمر إسرائيل بعمل ذلك".
وحول التضامن مع الشعب الفلسطيني، قال سيادته، "بعد السابع من أكتوبر لمدة 3 أو 4 أيام كان هناك رأي عام في أوروبا ضدنا، حكومات وشعوبا، ولكن بعد اللقاءات المباشرة والاتصالات مع الرؤساء ومع رؤساء وزراء، كثيرون منهم تغيرت مواقفهم، فهذه الدول بدأت مواقفها تتغير، هناك عدوان أريد أن يوقفوه، أريد سلاما حسب الشرعية الدولية لا أكثر ولا أقل".
وفيما يتعلق بإلغاء احتفالات الأعياد المسيحية، قال سيادته "نحن مع الكنيسة، وما تقرره الكنيسة نحن نؤيده، لأن هذا عيد وطني ونحن نحتفل به، عيد ميلاد سيدنا المسيح، وبفلسطين يعتبر عطلة وطنية قومية للشعب الفلسطيني، وبالمناسبة منذ المرحوم الرئيس أبو عمار وإلى يومنا هذا نحن نحضر شخصياً كل الأعياد، لأن هذه أعيادنا. الآن الوضع في كل مكان دمار وقتل واعتداءات، وتعرفون أن الكنائس في غزة تم تدميرها".
وحول الوضع في الضفة الغربية، قال سيادته "إسرائيل تريد في النهاية تهجير الفلسطينيين من غزة ومن الضفة، كما فعلت عام 1948، وهذا ما يتضح جليا بالاعتداءات المتواصلة".
وبشأن إمكانية أن تكون روسيا شريكاً في محادثات قادمة لحل الدولتين، قال سيادته "روسيا معنا 100% دون أي نقاش، والدعم المادي والمساعدات الإنسانية تتوفر من قبل روسيا إلينا باستمرار".
وقال الرئيس: "نحن ضد قتل المدنيين، ونتنياهو يقول إن أكبر جريمة ارتكبوها هي أوسلو، ويريدون التخلص من نتائجها، ولكن الشعب الإسرائيلي والكنيست والحكومة الإسرائيلية كانوا معها وأيدوها ووقعوا عليها ومشينا في تطبيقها، والدليل على ذلك أننا هنا، السلطة الفلسطينية أنشئت هنا.
وحول الحوار الفلسطيني، قال سيادته: "مع الأسف الشديد دائما نسمع كلمة الحوار الفلسطيني، وكثير من أشقائنا والدول يستخدمون المصالحة الفلسطينية، فالجهود لم تتوقف بتاتا، وآخرها في مدينة العلمين المصرية، وأدعو الكل دون استثناء إلى وحدة وطنية وإلى وحدة القرار الفلسطيني، فنحن متفقون على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والالتزام بالشرعية الدولية، ثم المقاومة الشعبية السلمية، وبعدها ندعو إلى الحل السياسي.
وقال سيادته: إن دولة فلسطين تحظى باعتراف 142 دولة، وهي أيضا تعترف بحل الدولتين، ما يعني أغلبية الأمم المتحدة، لكننا نطالب بالاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأوضح، أن إسرائيل عندها نظرية خاطئة، أو نظرية مخترعة اسمها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، على أساس أنه لا يوجد فلسطينيون، لكننا موجودون من أيام الكنعانيين، موجودون قبلهم، نحن موجودون، نحن أهل البلد، نحن موجودون وعندنا دولة، واعتراف عالمي برؤية الدولتين.
وحول المستوطنات، جدد الرئيس التأكيد على أنها غير شرعية، بل أمر واقع، وسيأتي اليوم الذي تزول به المستوطنات، وتقام به الدولة المستقلة.
وتطرق سيادته إلى القضايا الاقتصادية، وقال: إسرائيل تشن حربا اقتصادية شديدة علينا، مشيرا إلى أنه بموجب اتفاق باريس إسرائيل تجمع لنا الضرائب وتحصل على 3%، ومجموع ما تجبيه إسرائيل الآن حوالي مليار دولار، ومع الأسف لا دعم ولا مساعدات تصلنا".
وقال "أنا عشت تماما أزمة نكبة 48، عشت المأساة، فقد خرجت لاجئا من بيتي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش في مآسٍ، لكن في صبر، وأمل يستحيل أن ينتهي، وكل همي أن أبقي الأمل لدى الناس، والأمل قائم، لكن أمثال نتنياهو يضيقون علينا، ونعيش الضيق الآن في أسوأ حالاته، لكن عندنا أمل، ويجب ألا نفقده.
ودعا الرئيس العالم أن يفهم أننا شعب مثل بقية الشعوب نستحق الحياة والاستقلال، وأن نعيش كباقي البشر أحرارا، ولا يجوز أن نبقى إلى الآن، بعد 76 عاما تحت الاحتلال، فلا يوجد شعب حتى الآن يرزح تحت الاحتلال غير شعبنا.