ما هو الفيروس المنتشر الآن في الأردن؟.. البلبيسي يُجيب
قال الدكتور عادل البلبيسي، رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، إن الفيروس الأكثر انتشارا بالأردن الآن هو الانفلونزا H3N2 وليس H1N1 الذي كان يسمى سابقا بإنفلونزا الخنازير، مشددا على أن هذا الانتشار طبيعي بحكم دخول فصل الشتاء.
وأوضح البلبيسي أن هذه الفترة من العام تكثر فيها الأمراض التنفسية، فالانفلونزا موجودة داخل المملكة وكذلك "كورونا" بمتحورها أوميكرون وكذلك "المخلوي"، لكن الأكثر انتشارا هو الانفلونزا يليها "المخلوي".
وبين البلبيسي أن هذه الحالات المرضية لا تستدعي الدخول إلى المستشفيات، رغم ارتفاع حالات الادخالات في عدد من المستشفيات.
وعن أبرز طرق الوقاية من هذا الفيروس المنتشر، دعا البلبيسي الأردنيين إلى التطعيم، مؤكدا توفره في كل مكان، لافتا إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة كالمسنين والأطفال والحوامل وأصحاب المناعة الضعيفة والكوادر الصحية التي تعمل على رعاية المرضى، هؤلاء كلهم واجب عليهم التطعيم.
ومن طرق الوقاية التي دعا لها البلبيسي استعمال آداب العطاس والسعال، وطالب من كل من يشعر بأعراض بعزل نفسه وعدم الذهاب للدوام، خاتما نصائحه بعدم استخدام المضادات الحيوية لأن هذه الأمراض فايروسية وليست بكتيرية، والمضاد الحيوي صمم لمقاومة البكتيريا.
وحذر البلبيسي من خطورة الافراط باستخدام المضادات الحيوية في وجه الفايروسات؛ ما يعيد البشرية جمعاء إلى مرحلة خطيرة وهي مرحلة ما قبل اكتشاف المضادات الحيوية، فالأخيرة تنشأ لها مقاومات نتيجة كثرة استخدامها وهذا خطر كبير.. مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط هي الأكثر استخداما للمضادات الحيوية بالعالم؛ نتيجة التسهيلات في صرفها.
وحول فايروس كورونا المتحور الجديد JN.1 ،، شدد البلبيسي على أنه لم يدخل الأردن بعد، حيث أنه ظهر في شهر 11 الماضي في بريطانيا وأمريكا، بيد انه فرع من أوميكرون السائد الذي تخرج منه المتحورات المختلفة.
وبين ان اعراض الإصابة بالمتحور الجديد لا تختلف عن الإصابة بالفايروس الأصلي، مبينا أن المتحور الجديد لا زالت منظمة الصحة العالمية تصنفه على انه مثير للاهتمام فقط، مفصلا أداة القياس للمنظمة بانها ضمن 3 مستويات "تحت الرصد- مثير للاهتمام- مثير للقلق".
تحذير من المضادات الحيوية
قال استشاري الأمراض الصدرية، الدكتور محمد الطراونة، إن فصل الشتاء فرصة كبيرة للتعرض للفيروسات والرشح والانفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي بشكل عام.
وأضاف الطراونة في حديثه لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن الأمراض الناجمة عن الفيروسات لا تستجيب للمضادات الحيوية البكتيرية، مشيرا إلى أن استخدام المضادات تختص بالأمراض الناجمة عن البكتيريا.
وأكد أن المضادات الحيوية في الأردن يسهل الحصول عليها، ويمكن صرفها بدون وصفة طبية وتعمل على تفاقم حدوث المضاعفات، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من استمرار الوضع على ما هو عليه، بظهور أجيال من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية ولا يمكن السيطرة عليها.
وأفاد الطراونة أن هناك أنواع من المضادات الحيوية تُسبب حالة من الآثار الجانبية مثل التحسس والتأثير على وظائف الكلى أو الكبد.
وشدد أنه يجب تناول المضادات الحيوية عن طريق تعليمات الطبيب المختص وتحت إشرافه، مؤكدا أن الرشح والالتهابات الفيروسية لا يمكن أن تستجيب للعلاج بواسطة المضادات الحيوية إلا إذا كان هناك التهابا بكتيريا مسببا للمرض.
وبين الطراونة أن تناول المضادات الحيوية بشكل مستمر تعمل على تثبيط عمل البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي وتؤدي إلى حالة من التلبك المعوي والكثير من المضاعفات.
وطالب وزارة الصحة والغذاء والدواء ونقابة الصيادلة وضع نظام خاص لصرف المضادات الحيوية وعدم بيعها في الصيدليات دون وصفة طبية.