ما الكائنات المهددة بالانقراض بفعل التغير المناخي؟
يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم أزمات التنوع البيولوجي على كوكب الأرض؛ ما يهدد آلاف الأنواع من الكائنات الحية، ويسرّع الانخفاض الحاد في عدد النباتات.
وفي الواقع، ثمَّة نحو مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهدد بالانقراض، وفقًا للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية.
وتشير التوقعات إلى أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين بحلول عام 2100، فإن نسبة عالية من جميع أنواع الكائنات الموجودة على الأرض ستواجه خطرًا كبيرًا بالانقراض.
قائمة حمراء جديدة
أصدر الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، المرصد الرائد للتنوع البيولوجي العالمي، قائمته الحمراء الجديدة للأنواع المهددة بالانقراض في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 في دبي.
ويعدّ السلمون والسلاحف من بين الأنواع التي تواجه انخفاضًا كبيرًا في أعدادها مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. ومع تحديث القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، دخل أكثر من 7 آلاف نوع جديد هذا العام للقائمة، ليضاف إلى 157 ألف نوع مهدد بالفعل.
أنواع تواجه خطر الانقراض
وأبرز الأنواع من الكائنات الحية، التي أصبحت مهددة بالانقراض، نتيجة تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة.
سمك سلمون شينوك: هو سمكة محمية ومن أكبر أسماك السلمون في المحيط الهادئ، إذ يتراوح وزنها بين نحو 20 و60 كيلوغرامًا. فبالإضافة إلى تعرضها للتهديد من الصيد التجاري والترفيهي وتدهور بيئتها بسبب التلوث والعوائق السدود، فإن سلمون شينوك بخطر أيضًا بسبب تغير المناخ.
السلحفاة البحرية الخضراء
تواجه السلحفاة البحرية الخضراء نِسبًا غير متوازنة بين الجنسين بسبب درجات الحرارة الأكثر دفئًا أثناء حضانة البيض في مناطقها الساحلية. وتمثل الإناث الآن 99% من السلاحف البحرية الخضراء حديثة الولادة؛ ما يشكل تهديدًا خطيرًا لقدرتها على الإنجاب واستمراريتها.
الدب القطبي: تم إدراج الدب القطبي الشهير على أنه معرض للخطر من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وذلك بسبب تقلص موطنه وهو الجليد البحري في القطب الشمالي تدريجيًّا كل صيف بفعل تغير المناخ.
وتعتمد الدببة القطبية على وجود الجليد للصيد والنوم والتزاوج، كما تستخدمها كأوكار لتربية صغارها. وإضافة إلى تقلص موطنها، فإنّ استمرار ذوبان الجليد في وقت مبكر من الربيع والتصلب في وقت لاحق من الخريف. يخلق أيضًا خطرًا متزايدًا لنشوب صراع بين الإنسان وهذه الكائنات، إذ تضطر الدببة القطبية إلى قضاء المزيد من الوقت على الأرض بدلًا من الجليد؛ ما قد يؤدي إلى اتصالها بالبشر، واحتمالية ارتفاع خطر موتها.
بِطْريق أديلي: باعتباره أكثر أنواع البطاريق انتشارًا، يعيش بطريق أديلي على طول ساحل القارة القطبية الجنوبية بأكمله. وهو مهدد بسبب الطريقة التي يموت بها مصدر غذائه الأساسي، الكريل، وهي قشريات صغيرة تعيش على الجانب السفلي من الصفائح الجليدية، حيث تجد ملجأ وتأكل الطحالب. ولكن مع استمرار ذوبان الجليد البحري في القطب الجنوبي، تنخفض أعداد الكريل، ما يعني أن الغذاء المتاح لدعم طيور بطريق أديلي والأنواع الأخرى التي تأكلها، بما في ذلك بعض الحيتان، يتضاءل باستمرار.
النحل الطنان: هناك أكثر من 250 نوعًا من النحل الطنان، وهو من أهم الملقحات على كوكبنا. ومن دونه، لن يكون لدينا الكثير من الخضراوات والفواكه والبقوليات والمحاصيل الأخرى. ولكن بسبب ارتفاع درجات الحرارة تُجبَر مجموعات النحل الطنان على الانتقال إلى مناخات أكثر برودة. وتؤدي هذه التغيرات في درجات الحرارة أيضًا إلى إزهار زهور الربيع في وقت أبكر من المعتاد، ما يترك وقتاً أقل للنحل لتلقيحها.
الحيتان: تعد الحيتان من أهم الحيوانات لحماية بيئتنا. فهي لا تدير أنظمتها البيئية تحت الماء من خلال مراقبة أعداد الفرائس فحسب، ولكن باعتبارها أكبر الحيوانات على وجه الأرض، فإنها تقوم أيضًا باحتجاز كميات كبيرة من الكربون الذي كان من الممكن أن يدخل غلافنا الجوي.
لذلك يعد الحفاظ على حياة وازدهار مجموعات الحيتان أمرًا بالغ الأهمية لمكافحة تغير المناخ، لكنها تتأثر سلبًا بارتفاع درجات حرارة البحر. وتعتمد الحيتان على درجات حرارة المحيط المحددة لهجرتها وتغذيتها وتكاثرها. ومع ارتفاع درجات الحرارة، تتعطل هذه العادات، ويصبح بقاؤها مهددًا.
الفيل الآسيوي: هو النوع الوحيد من الفيلة الذي يعيش في الهند وجنوب شرق آسيا. ويتأثر موطنه سلبًا بسبب انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
وأدى تغير أنماط هطول الأمطار والفيضانات إلى تيتّم العديد من الفيلة الآسيوية، كما أدت هذه التهديدات مجتمعة إلى انخفاض القدرة الإنجابية لهذه الأنواع.
أسماك القرش: تواجه أنواع أسماك القرش صعوبة في الصيد وأصبح معدل وفيات الأجنة لديها مثيرًا للقلق مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات وحموضتها في جميع أنحاء العالم بسبب تغير المناخ. وفي المحيط الهادئ على وجه الخصوص، يدفع ارتفاع درجات الحرارة أسماك القرش نحو الشمال بمعدل 30 كيلومترًا سنويًّا. وهذا يخل بتوازن النظم البيئية البحرية التي تعتمد على أسماك القرش كحيوانات مفترسة