تراجع ترتيب الأردن بمستوى التعليم.. المحاسبة ضرورة وطنية !

كتب الدكتور علي نايل العزام

صدمة ما بعدها صدمة ... بعدما انشأنا المركز الوطني للمناهج وانفقت الدولة الأردنية مئات الملايين على تحديث مناهج الرياضيات والعلوم و بعد كل هذه الخلوات الحكومية من أجل التحديث الاقتصادي والاجتماعي الذي " طبلتنا " فيه الحكومة ... وبعد أن اغرقنا المركز الوطني للمناهج في السنوات الاربع الماضية بالتنظير حول تحديث مناهج العلوم والرياضيات .. تصدر نتائج الامتحان الدولي PISA لقياس نتاجات التعلم في مباحث الرياضيات والعلوم والقراءة ليتراجع الأردن ويصبح في قائمة أسوأ سبع دول على مستوى العالم ..

وبعدما تقدم الأردن في تقييم 2018 ولم نكن وقتها قد طبقنا المناهج العبقرية التي انتجها المركز الوطني للمناهج في تلك الفترة حيث كان الأردن يتبوأ المركز الثاني عربيا بعد الإمارات العربية المتحدة الا أن النتائج التي صدرت مؤخرا 2023 أظهرت أن الأردن قد تراجع إلى ذيل قائمة الدول العربية لتتقدم كافة الدول العربية على الأردن ما عدا المغرب .. ويحل الأردن في المرتبة 77 من ضمن 81 دولة شاركت في اجراء هذا الاختبار الدولي PISA والذي يعتبر دراسة دولية تعقد كل 3 سنوات، تستهدف الطلبة في سن 15 سنة في الصفوف من السابع إلى الثاني عشر لقياس مدى اكتساب الطلبة للمعارف وللمهارات الضرورية للتفاعل مع المجتمع في جميع المجالات سواء في مجال معرفة العلوم ومعرفة الرياضيات ومعرفة القراءة.

والسؤال هنا من هو المسؤول عن إنتاج المناهج في الأردن في الفترة من 2018 وحتى 2022 ؟ هذه الفترة التي أعلن فيها عن تغييرات كبيرة في مناهج اللغة العربية والرياضيات والعلوم من قبل المركز الوطني للمناهج واعتقدنا أن مئات الملايين التي ذهبت هدرا سيكون لها أثر في تطوير مستوى الطلبة واحداث تغيير ايجابي على مستوى التعليم الذي يعكس بالضرورة مدى التأثير الحاصل على سوق العمل وعلى الاقتصاد ..

والحقيقة أن الأردن قبل 15 عام تقريبا كان الأول على الدول العربية والشرق الأوسط في هذا الاختبار الدولي وقد كان الترتيب العالمي متقدم وضمن أو 40 دولة على مستوى العالم ... وكانت المناهج التي ندرسها من تأليف وطني ولم نكن نستعين بالشركات الدولية التي أصبحت شريك استراتيجي يشارك بالارباح المادية و لا تغيير ايجابي ملحوظ على مستوى الطلبة المعرفي ..

والنتائج التي صدرت خلال الأيام القليلة الماضية تظهر أن هناك تراجع في ترتيب الأردن بحوالي 39 درجة وما نسبته 62 % عما كانت عليه الحال في العام 2018

ويمكن الدخول إلى الإطلاع على النتائج كاملة من خلال الرابط

https://www.oecd-ilibrary.org/sites/9149c2f5-en/index.html?itemId=/conte...