لماذا يرى الأردن التهجير إعلان حرب؟

{title}
أخبار الأردن -

سميح المعايطة

مع بدء العدوان على غزة عادت فكرة التهجير لتكون عنوانا سياسيا مهما من عناوين الحرب، فالكيان الصهيوني تحدث عن مخططه لتهجير نسبة من أهل غزة إلى سيناء، بل بدأ في خطوات هذا المخطط من خلال ما أنجزه من تهجير أغلب سكان شمال غزة إلى جنوبها، وهي خطوة احتاجها لأكثر من هدف؛ أولها التحضير للتهجير من خلال تجميع معظم سكان القطاع في جنوبه، مع تجويع وظروف إنسانية صعبة وقصف وعمليات عسكرية، ثم الضغط من خلال حلفاء إسرائيل على مصر لفتح المعبر لتهجير الناس طوعا إلى مصر مع أنه تهجير قسري.

الأردن يدرك منذ بداية العدوان أن ما يجري ليس ردا على عملية حماس العسكرية، بل عدوان عسكري لتنفيذ مشروع سياسي، ولهذا كان الموقف الصلب مع مصر في رفض مبدأ تهجير أهل غزة إلى سيناء، لأن الأردن لا يريد تسجيل أي اختراق إسرائيلي لفكرة التهجير، فالضفة الغربية أيضا جزء من الفكر الصهيوني فيما يتعلق بالتهجير وإبعاد ما أمكن من سكانها إلى الأردن، والأردن اعتبر التهجير إعلان حرب من إسرائيل عليه، فلماذا هو إعلان حرب؟ :- 

1 - التهجير في الفكر والمخطط الصهيوني تصفية للقضية الفلسطينية، لأنه يستهدف الهوية الوطنية الفلسطينية عبر دمج الفلسطينيين في دول مجاورة يمارس فيها الفلسطيني حقوقه الوطنية والسياسية، ويتم قتل فكرة الدولة الفلسطينية وتحقيق مخطط التوطين والوطن البديل.
2 - التهجير استهداف للهوية الوطنية الأردنية عبر تغيير التركيبة السكانية للأردن، وتغيير هوية الدولة بل وهوية نظامها السياسي، ونتذكر أفكارا تشبه التهجير مثل الكونفدرالية أو الفدرالية بين ما تبقى من جغرافيا الضفة والدولة الأردنية يتم فيها ضم سكان الضفة للدولة الجديدة التي يحب البعض أن تكون المملكة الهاشمية دون أن تكون أردنية.
3 - التهجير يعني إنهاء القضية الفلسطينية ويعني تحميل الأردن من جهة الضفة، ومصر من جهة غزة ثمن وجود الاحتلال، بينما يكون الطريق سهلا أمام إسرائيل للذهاب إلى يهودية الدولة بخطوات أخرى.
4 - التهجير ليس نقل أعداد من أهل الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية، لكنه إنهاء لفكرة الدولة الفلسطينية من جهة، وإنهاء للدولة الأردنية بهويتها السكانية والسياسية، وخدمة لمشروع الدولة الدينية اليهودية، ونقل للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل المحتلة إلى صراع داخل الدولة الجديدة على أرض الأردن وأيضا صراع في سيناء بين الدولة المصرية والفلسطينيين.
التهجير ليس تغيير محل إقامة الفلسطيني من غزة أو الضفة إلى مصر أو الأردن، لكنه مشروع سياسي ندفع نحن من خلاله ثمن الاحتلال، لهذا فهو إعلان حرب على هويتنا وبنية الدولة السياسية والسكانية وقبل ذلك على الهوية والحق الفلسطيني.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير