تقرير عبري: هدف زيارة بايدن لتحديد حدود الحرب الإسرائيلية على غزة
يحيى مطالقة
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، صباح اليوم الأربعاء، وتم استقباله بشعور عميق بالامتنان. وسيكمل بحضوره الرئاسي، لفتات التضامن التي قدمها لإسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري. فالكلمات مهمة، إضافة إلى شحنات الأسلحة، وإطلاق حاملات الطائرات، والالتزام بالقتال إلى جانب إسرائيل إذا بدأ حزب الله اللبناني حرباً في الشمال، بحسب تقرير عبري.
ووفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأربعاء، تنطوي زيارة بايدن على ما هو أكثر مما تراه العين. وهي تبدأ بنقطة تبدو متناقضة مع الصور الجميلة الحاضنة التي أنتجتها الزيارة. فثقة الإسرائيليين في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، لم تكن فقط هي التي اهتزت بشدة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول. ويبدو أن اضطراباً مماثلاً قد مر على الإدارة الأمريكية. وكان استنتاجهم أنهم لا يستطيعون ترك إدارة الحرب للحكومة الإسرائيلية. لأن العواقب بالنسبة للمصالح الأمريكية المباشرة خطيرة للغاية: فالولايات المتحدة ليست مستعدة للتحول إلى حرب مع إيران، وليست مستعدة لتعريض حكام الدول الراعية لها للخطر. وهي تدرك أنها لا تستطيع أن تثق في الثبات العقلي الذي يتمتع به قادة إسرائيل ولا في حكمهم.
تحديد نشاط إسرائيل العسكري
وبعبارة أخرى، يجب على الولايات المتحدة أن تحدد لإسرائيل حدود نشاطها العسكري. ولن يكون هناك هجوم إسرائيلي استباقي في الشمال، ولا احتلال لقطاع غزة في الجنوب. ومن المؤكد أنه سوف تجري عملية برية في غزة، ولكن نطاقها يجب أن يكون الضرر الذي سيلحق بالسكان محدوداً وأن يتم قياسه. لكن بدون ضغوط أمريكية، بل نصيحة أمريكية لا يمكن رفضها. بايدن أب يعرف ما هو الأفضل لطفله المضروب.
ولهذا السبب، جلس وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في غرفة بمقر الحكومة حتى الصباح الباكر، للتأكد من أن حكومة بنيامين نتنياهو، بما فيها ايتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، ستقرر فتح ممر إنساني عبر معبر رفح كما تريد أمريكا؛ ولهذا سيجلس بايدن اليوم مع وزراء الحكومة الإسرائيلية، ويتأكد من عدم انحرافهم عن الخط المقبول لديه. فلم تشهد إسرائيل في كل سنواتها، مثل هذا الإشراف الأمريكي الوثيق.
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي في الصحيفة، ناحوم برنيع، "حتى في حرب يوم الغفران، كانت هناك مراحل كان فيها هنري كيسنجر يملي على إسرائيل وتيرة الحرب، فيسرعها أحيانا، ويبطئها أحيانا أخرى. والفرق هو أن كيسنجر كان يكن احتراماً هائلاً لرئيسة الوزراء غولدا مائير. فقد تشاجر معها وكان خائفا منها. على عكس نتنياهو، وبالتأكيد ليس منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول".
وقال "عندما زار بايدن إسرائيل كنائب للرئيس، اعتادت حكومة نتنياهو على إحراجه بالإعلان عن مستوطنات جديدة خارج الخط الأخضر. لكنها لا تستطيع تحمل إحراجه مرة أخرى. ولن تبدأ العملية البرية في غزة إلا بعد إقلاعه من المنطقة".
وأضاف "سيكون الهدف من العملية البرية، تدمير قدرات حماس في تلك المناطق التي سيسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. وليس خدش أطراف المنطقة، كما كان الحال في الجولات السابقة، وهو لدغة حقيقية في المناطق المركزية لنشاط حماس. وسيكون نطاق القوات كبيرا، أكبر مما عرفه قطاع غزة في كل الحروب السابقة منذ عام 1956. وقد تستمر الحرب لأشهر".
وحتى يوم أمس الثلاثاء، نزح 600 ألف من سكان غزة جنوبًا، إلى خان يونس ورفح. وبقي مثل هذا العدد تقريبًا في شمال القطاع. وقُتل الآلاف من عناصر حماس والمدنيين، وبعضهم دُفن والعض الآخر لا يزال في الشوارع، إلى حين قدوم دبابات الجيش الإسرائيلي، كما يبدو.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ألم ينزح كبار مسؤولي حماس جنوبا مع الحشود ويحاولون استئناف أنشطتهم من الأنفاق؟ آمل أن يكون لدى الجيش الإسرائيلي إجابة على هذا السؤال. آمل أن يكون لدى الجيش الإسرائيلي إجابة على سؤال أكثر إزعاجا: أين المختطفون في كل هذه الفوضى؟ على حد قول برنيع.
ووصل أمس بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وزيرا الحرب في حكومة الطوارىء، للقاء عائلات المختطفين. وهم أول الوزراء الذين يجتمعون بهم بعد اللقاء المحرج والشامل مع نتنياهو. واستمع الوزيران وأظهرا التعاطف. وتجنبا مقابلة عشرات الصحفيين الذين كانوا ينتظرونهم. ويبدو أن الابتعاد عن الأضواء الذي يمكن اتباعه، هو النهج الذي اختاراه عندما انضما إلى الحكومة. وسنرى كم من الوقت يمكن أن يصمدا، بحسب التقرير العبري.