بعضُ ما قالَهُ «الشّاهد الأَخير»؟!
حيدر محمود
على مَنْ تُنادي؟! والأَذى يَتْبَعُ الأَذى
وأَعداؤكَ النَّمْلُ الذي يتزايدُ!
فإمّا نَجا من طَعْنَةٍ جِذْعُ نخلةٍ
بها تحتمي.. دَبَّتْ عليها المكائِدُ
وإنْ هَرَبتْ من غَدْرِهمْ نَسْمةٌ بها
حياتُكَ.. رَدّتْها الرّياحُ الشوارِدُ
تآمرت الدُّنيا عليكَ، فما لها..
سواكَ عَدُوّاً، تَقْتَفي.. وتُطارِدُ
وقالوا: غريبٌ في «المكَانِ»، وطارئٌ
وقالوا: غريبٌ في «الزّمان»، وزائِدُ
وقد حَلَفوا ألاّ تكونَ!! فَكُنْ كما
يشاءُ «الفِداءُ» العَبْقَريُّ المُعانِدُ!
وإياكَ أنْ تَفْنى.. فَثَمَّ جديلةٌ
لها موعدٌ آتٍ.. وأنتَ المُواعِدُ
حَلَفْتَ لها بالشمسِ، والقُدْسِ، والضُّحى
وبالصّلواتِ الخَمْسِ: أَنَّكَ عائِدُ
فَكُنْ مِنْجَلاً مُسْتأصِلاً كُلَّ زائدٍ
فَكُلُّ الذي في الكونِ ضِدَّك حاقِدُ
وأقْبلْ قضاءً مُسْتنفراً، وحاقداً
فقد كَثُرتْ منّا، وفينا الزّوائِدُ
ومَنْ لا يكيلُ الصّاعَ صاعَيْن مَيّتٌ
ومَنْ لا يردُّ الموتَ موتَيْنِ بائِدُ!!
* إلى مَنْ لهم الكلمةُ الآن، في فلسطين كُلِّها: في القدس، وغزّة، ونابلس والخليل.. وجنين.. وسائرِ الأَرض التي بارك اللهُ فيها وحولَها!!