الكذب من غوبلز إلى نتنياهو!

{title}
أخبار الأردن -

رجا طلب 

ربما تكون كذبة نتنياهو بشان «قطع رؤوس الاطفال واغتصاب النساء» من قبل مقاتلي القسام هي الخبر الاكثر اثارة الذي رافق عملية «طوفان الاقصى» التي بداتها حماس والمقاومة فجر السابع من اكتوبر الجاري، حيث نجح نتنياهو من خلال هذه الاكذوبة في حرف مسار التركيز الاعلامي والسياسي عما يجري من فظائع ارتكبها جيش الاحتلال من خلال قصفه قطاع غزة باكثر من 4000 طن من القنابل والمتفجرات في ستة ايام.

كذبة نتنياهو والتمثيلية التي قام بها امام محطات التلفزة الاسرائيلية والعالمية التي دعاها الى مكتبه من اجل تصويره وهو يهاتف الرئيس الاميركي جو بايدن و «الدموع» في عينيه ليقول له بانه شاهد صورا لاطفال قُطعت رؤوسهم، فضيحة كبرى ومخزية تورط بها الرئيس بايدن الذي سرعان ما كررها دون ادنى محاولة منه للتاكد من مدى صحتها.

لم تصمد هذه الكذبة طويلا امام الحقيقة وسرعان ما تراجع عنها البيت الابيض ولكن الملفت ان ابواق الدعاية الداعمة لدولة الاحتلال في العالم استمرت بترديدها والسؤال لماذا كذب نتنياهو وما هو الهدف منها؟؟.

من الواضح ان نتنياهو المعروف باكاذيبه ومراوغته وجد في هذه الكذبة فرصة وحيلة لزيادة التعاطف الغربي مع كيانه، كما وجد فيها تبريرا وتمهيدا لعمليات الابادة التى يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة ولكن وفي الوقت نفسه يبدو ان نتنياهو لم يفكر بما سينعكس على صورته وصورة كيانه بعد انكشاف الحقيقة وزيف الادعاء والسبب وراء الرعونة في اختراع الكذبة انه اخترعها في ظل «ازمته النفسية» التي تتمثل بصدمته مما جرى في السابع من اكتوبر، وازدياد قناعته بانه ذاهب لا محالة الى السجن بتهمة التقصير والاستهتار في حماية سكان غلاف غزة في المستوطنات وهو ما يعيد الى الاذهان ما جرى لغولدا مائير وموشي دايان بعد حرب اكتوبر عام 1973 مع مصر بعد تشكيل لجنة اغرانات الشهيرة، وازدياد شعوره بانه ذاهب الى السجن بسبب تهم الفساد التي تلاحقه والتي حاول منذ بداية العام الحالي ومن خلال حكومته اليمينية المتطرفة العمل على احداث انقلاب قانوني واضعاف سلطة المحكمة العليا الاسرائيلية من اجل تحصين نفسه بقرارات من الكنيست تمنع محاكمته، ولكن مسار الاحداث بعد طوفان الاقصى ستاخذه الى «موت سياسي» يفقده كل مجده السابق حيث حكم دولة الاحتلال «كطاووس» من 2009 الى 2023 باستثناء اشهر قليلة تشكلت فيها حكومة لابيد نفتالي بينت وخاصة بعد اول اعتراف علني وواضح بالهزيمة التي اقر بها رئيس مجلس الامن القومي تساحي هنغبي «صديق نتنياهو وحليفه» مساء السبت الفائت حيث قال ما نصه (إن إسرائيل تعرضت لضربة مؤلمة).

وأضاف: لقد فشلنا في مهمتنا ولا خلاف في ذلك، وسنفحص أسباب الفشل وتعرضنا لضربة مؤلمة لكننا نركز على الرد الآن.

واعترف هنغبي بسوء تقديره الامني عندما قال إن حماس لن تجرؤ على التحرك ضدنا لسنوات طويلة.

اعتقد ان تصريحات هنغبي ستكون الدليل العلني على ضرورة محاكمة نتنياهو بالتقصير ومن الان حتى تنتهي معركة طوفان الاقصى علينا توقع المزيد من البروبغندا والاكاذيب التي سيطلقها نتنياهو من اجل تحقيق امرين:

الاول: الاستمرار في محاولة صناعة جمهور يسانده، اي اعادة انتاج ذاته كبطل وكرئيس وزراء كفوء وسيعمل على تحميل المستوى العسكري والامني مسؤولية الفشل تماما مثلما حصل مع غولدا مائير وموشي دايان.

الثاني: في حال حققت حماس الانتصارات السياسية وبخاصة في التفاوض بموضوع الرهائن وجثث الاسرائليين وموضوع فتح معبر رفح والفشل الذي اتوقعه في المواجهة البرية على ارض القطاع وهي احتمالات واردة سيقوم وبكل بساطة باتهام العالم بالتأمر عليه وعلى ما يسمى باسرائيل تماما كما فعل زلينسكي الذي تلقى من أمريكا 43,2 مليار دولار من المساعدات الأمنية و2,9 مليار دولار من المساعدات الإنسانية و20,5 مليار دولار من دعم الميزانية من خلال آليات البنك الدولي، ومع كل هذه الارقام قام وبدم بارد باتهام العالم بانه تخلى عن حرية اوكرانيا.

بين وزير الدعاية النازية «بول يوزف غوبلز» وبين دولة الاحتلال واكاذيبها منذ ان كانت مشروعا حتى اليوم قاسما مشتركا الا وهو الكذب من اجل تحقيق الاهداف التي هى بالاساس ليست انسانية، غوبلز كان يريد «تقديس» هتلر في عيون الالمان والشعوب الاوروبية بينما دولة الاحتلال تريد «وأد شعب» وتحويله في نظر العالم الى مجرد «حيوانات» غير مأسوف عليه.

والمعركة مستمرة..!!

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير