هل تستطيع إسرائيل القضاء على حماس؟
يحيى مطالقة
أدلى مسؤولون إسرائيليون كبار في النظام السياسي، وضباط في قيادة الجيش الإسرائيلي، بتصريحات مختلفة في وسائل الإعلام، يتوعدون فيها بالقضاء على حركة حماس، من خلال اجتياح بري لقطاع غزة.
ولكنهم في نفس الوقت، قالوا إنه "ينبغي التعامل مع هذه الوعود بحذر، لأنها قد تكون نابعة من غضب كبير على العملية الرهيبة التي ارتكبها مقاتلو حماس في المستوطنات المحيطة بغزة، ومن جراء عاصفة من المشاعر والرغبة في الانتقام، والسؤال هو هل سيتمكن الجيش الإسرائيلي من إنجاز هذه المهمة؟".
وأضافوا أن "حماس هي منظمة إرهابية وحشية، وهذا ما قاله وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، والذي شغل سابقا منصب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، والمسؤول عن الحرب ضد تنظيم داعش، لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن حماس منظمة أسوأ بكثير من داعش".
إلا أن حركة حماس تعتبر أيضًا حركة سياسية دينية كبرى في المجتمع الفلسطيني، وتحظى بدعم شعبي كبير، ففي عام 2006 فازت في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان). ومنذ عملية "حارس الأسوار" في مايو/ أيار 2021، زادت شعبية حماس في الشارع الفلسطيني بشكل كبير بعد أن تمكنت من تقديم نفسها على أنها "المدافع عن المسجد الأقصى".
وبحسب تقرير لموقع "نيوز 1" العبري، سيكون من الصعب للغاية على إسرائيل أن تقضي على حماس، المتجذرة بعمق في المجتمع الفلسطيني، لكن الجيش الإسرائيلي يمكنه القضاء على القيادة العسكرية لحماس في قطاع غزة، وبنيتها التحتية العسكرية مثل نظام الأنفاق ومستودعات الصواريخ وورش إنتاجها، ونظام الطائرات بدون طيار، وأكثر من ذلك. وكسر القوة العسكرية لحماس في قطاع غزة أمر ممكن، ولكنه يتطلب عملية عسكرية واسعة النطاق ومعقدة في جميع أنحاء القطاع.
وفي المقابل، يجب على إسرائيل أن تتخذ سلسلة من الخطوات الإضافية لإضعاف قوة حركة حماس، مثل افتتاح حملة دولية واسعة النطاق تطالب قطر بطرد قيادة حماس في الدوحة من أراضيها. والقضاء على قيادة حماس في الخارج، من خلال ملاحقة "الموساد" الإسرائيلي لها حول العالم، كما لاحق منظمة "أيلول الأسود" وقضى عليهم.
وكانت منظمة "أيلول الأسود" هي التي نفذت مذبحة الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ عام 1972.
كما يجب على إسرائيل أن تعتقل جميع قادة حماس في الضفة الغربية، وعلى إسرائيل أن تطالب تركيا بإغلاق مكاتب الفرع العسكري لحماس في إسطنبول، الذي يدير الإرهاب في الضفة الغربية، على حد زعم التقرير.
ووفقا للمحلل السياسي في الموقع، يوني بن مناحم، "يجب على إسرائيل أن تتصرف بحكمة رغم أنها على حق، فبعد الجرائم الكبرى التي ارتكبتها حماس، حصلت إسرائيل من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على حرية واسعة في العمل ضد هذه المنظمة الإرهابية، بشرط أن تلتزم بالقانون الدولي وتتجنب إيذاء الأبرياء الفلسطينيين".
وقال "يتعين على إسرائيل أن تركز على ضرب الأهداف العسكرية فقط، والقضاء على قيادات حماس المختبئة في المخابئ في قطاع غزة. وإذا تصرفت بهذه الطريقة فقد تزيد من حريتها في العمل، وهي في سباق مع الزمن، وقد تغلق نافذة الفرصة المتاحة لها بسرعة إذا ارتكبت أخطاء فيما يتعلق بانتهاك القانون الدولي".