حكومة طوارئ قومية في إسرائيل.. ماذا تعني؟
د. راكز الزعارير
العملية العسكرية الجريئة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة عبر حدودها مع إسرائيل قلبت المعادلة الاسرائيلية الداخلية، واصبحت حكومة الائتلاف المتطرف برئاسة نتنياهو في حالة ارتباك في خياراتها العسكرية والاستراتيجية وادارة حربها مع غزة.
الجيش الاسرائيلي ينفذ سياسة الارض المحروقة ومنهمك على مدى ٢٤ ساعة يوميا بعمليات البحث عن الفدائيين الفلسطينيين في مواقع متعددة من مناطق العمليات العسكرية، وسلاح الطيران الحربي الاسرائيلي قام بقصف مكثف لاكثر من ٢٠٠٠ موقع في قطاع غزة، وكذلك قواتهم البرية والبحرية، ويتحضر الجيش لشن عملية برية واسعة النطاق على كامل القطاع ربما ستكون من اكبر واخطر العمليات العسكرية في اقتحام المدن بحثا عن عناصر المقاومة. وبالتاكيد يدرك قادة وجنود الاحتلال بانهم لن يقابلوا بالورود من الشعب الفلسطيني في غزة.
على الجانب الاخر ينهمك القادة السياسيون بقيادة نتانياهو لتوحيد القوى والأحزاب السياسية في إسرائيل بما في ذلك المعارضة خلف نتنياهو لتعزيز شرعية قراراته المتعلقة بالحرب على غزة.
الدعوة لتشكيل حكومة طوارئ قومية في إسرائيل تعني انخراط القوى السياسية كافة في الحرب على غزة، وان هذه الحرب مواجهة قومية ستغير في كل المعادلات المتعلقة بالامن القومي الاسرائيلي ومستقبل ألدولة العبرية، وكذلك مستقبل القضية الفلسطينية.
حكومة الطوارئ القومية تخفف عبء المسؤولية على نتنياهو، وهو يهدف الى توزيع المسؤولية على قادة إسرائيل من مختلف الأطياف السياسية.
كما ان نتنياهو يفتقر الى الخبرة العسكرية الكافية لادارة حرب خطرة كهذه، وهو بحاجة الى خبرات عسكرية كبيرة بحجم غانتس رئيس الاركان ووزير الدفاع السابق وذلك لإنقاذه من وضعه الحرج.
حكومة قومية تكررت في إسرائيل في الحروب العربية الاسرائيلية الكبرى ١٩٤٨،١٩٦٧،١٩٧3، وتشكل بسبب كبر حجم المخاطر التي تتعرض لها الدولة العبرية.
إذا تشكلت هذه الحكومة خلال الاربع والعشرين ساعة القادمة فمن المتوقع ان تبدا العملية البرية بشكلٍ فوري.
وسيتولى ادارة الحرب مجلس وزاري مصغر من اربعة او خمسة وزراء برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو.
من المتوقع ان تكون العملية العسكرية خاطفة وسيسعى الجيش للسيطرة على مناطق استراتيجية في قطاع غزة، ومنها سيتم ادارة العمليات ومتابعة قيادة وعناصر المقاومة الفلسطينية، وستلعب الوسائل العسكرية التكنولوجية دورا فاعلًا في هذه الحرب من جانب الجيش الاسرائيلي.
ما يلفت الانتباه في هذه الحرب هو الموقف الايراني الذي يدافع عن نفسه بانه ليس له علاقة مباشرة او غير مباشرة في قرار هذه الحرب من جانب المقاومة الفلسطينية.