الحزن بعد الفرح

{title}
أخبار الأردن -

حمادة فراعنة

ما من فلسطيني ، ولا أردني، أو عربي ومسلم ومسيحي، بل وكل أصدقاء الشعب الفلسطيني، وكل أعداء الاستعمار والاحتلال والصهيونية، إلا وعبروا عن فرحهم للإنجاز الفلسطيني غير المسبوق، بفعل مبادرة أكتوبر يوم 7/10/2023، يوم السبت وعيد الغفران، بتوجيه ضربات مادية معنوية فجائية للمستعمرة، أربكت صفوفها وقياداتها السياسية والعسكرية والأمنية.
ولكن الفرح لحجم الخسائر الإسرائيلية غير المسبوقة، لم يتواصل، وتحول الفرح إلى حزن وضيق وإحساس بالعجز، وعدم القدرة و عدم الارتقاء لتادية فعل تضامني مع معاناة أهل غزة وخسائرهم ودمار بيوتهم وبرنامج عدوهم الهادف الى تحقيق هدفين :
أولاً قتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين، ودفعهم ثانياً نحو الرحيل واللجوء والتشرد.

نتنياهو وفريقه الهمجي المتطرف المعادي للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين وللمسيحيين، يسعى لتفريغ غزة من أهلها أو على الأقل التقليل من وجودهم على ارض وطنهم .
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على مفردتين هما: الأرض والبشر، وقد استطاعوا احتلال كامل خارطة فلسطين، ولكنهم فشلوا استراتيجياً في طرد وتهجير وتشريد كل الشعب الفلسطيني، ودلالة ذلك وجود شعب فلسطيني، ليسوا جالية صغيرة، بل شعب أكثر من سبعة ملايين نسمة صامد على كامل خارطة فلسطين، ولهذا يعمل نتنياهو على قتل وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، إضافة إلى أنه يريد تقديم فاتورة حساب للمجتمع الإسرائيلي، يقوم على صرف فكرة و تقديم واقع أنه قتل من الفلسطينيين ما يفوق العدد الذي قتله الفلسطينيون في معركة أكتوبر طوفان الأقصى.
حشود عسكرية لدى المستعمرة: تم دعوة 300 ألف عسكري احتياط، لم تتم دعوتهم بهذا الحجم منذ معركة أكتوبر 1973، حشد أربعة ألوية من الجنود بقدرات عسكرية متفوقة، تدمير البنية التحتية لأبرز معالم قطاع غزة وبيوتها وأحيائها، تغطية سياسية من قبل الولايات المتحدة وأغلبية المجموعة الأوروبية، صمت عربي وإسلامي ومسيحي على الأغلب، هذا كله تمهيداً لعملية اجتياح لقطاع غزة غدت متوقعة، بما يتعارض مع كل التقديرات السابقة التي كانت تستبعد عملية الاجتياح الدموي التي ستعمل على تغيير الوضع السائد في قطاع غزة.

لا شك أن المقاومة اتخذت الإجراءات الاحترازية لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي المتوقع ، ولكن كثافة النيران الإسرائيلية من البر والبحر والجو ستقلل من الخسائر الإسرائيلية لعملية الاجتياح التي ستجعل نتنياهو في وضع يُعيد من خلاله التقييم واعادة النظر لحالة الفشل التي وقعت فيها الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية امام مبادرة الهجوم الفلسطيني، والتي أصابته مع الوزراء المعنيين: 1- يوآف جالانت وزير الجيش، 2- بن غفير وزير الأمن الداخلي، 3- سموترتش الوزير المشارك في إدارة الجيش، إضافة إلى رؤساء الأركان والشباك والموساد والاستخبارات أمان، الذين سيفعلون ما يستطيعون من أجل اوسع دمار وقتل وتهجير للفلسطينيين.
أهل غزة يستحقون الأفضل، ويستحقون أوسع حملة تضامن سياسية ومادية ومعنوية لهم ومعهم، فهم يدفعون الثمن بوجع ومرارة وخذلان عربي وإسلامي ومسيحي، أعانهم الله على ما هم فيه!!.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير