هكذا خسرت وتخسر إسرائيل الحرب..!

{title}
أخبار الأردن -

ماجد توبه

رغم  كل العربدة والإجرام الذي تظهره إسرائيل في ردها على المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية لإعادة ترميم صورة قوتها، فإن إسرائيل وشعبها لم يستفيقوا بعد، وربما لن يستفيقوا قبل أسابيع وأشهر، على حجم الكارثة والزلزال الذي ضربهم في عملية “طوفان الأقصى”.

ستقع الحرب البرية لا محالة وسيقدم جيش العدوان الإسرائيلي على اقتحام غزة أو أجزاء منها قريبا جدا، ليس لأن ذلك مجد عسكري واستراتجي لتحقيق انتصار كاسح ضد حماس والمقاومة فهذا بعيد بكل المقاييس، بل فقط لمحاولة إعادة ترميم صورة “الجيش الذي لا يقهر” ومحاولة جمع شتات الثقة العامة لدى الإسرائيليين والتي انهارت تجاه جيشهم وأجهزتهم الأمنية والاستخبارية ونظامهم السياسي مع ترسخ صورة الاقتحامات الواسعة لرجال المقاومة وضرب العمق الإسرائيلي وجندلة مئات القتلى من جنود ومستوطنين وجر عشرات وربما المئات من أسراهم إلى غزة.

اليوم يحاول قادة هذا الكيان ونخبه تحييد عمليات النقد والمراجعة الداخلية للاختراق الخطير لأسطورة القوة الإسرائيلية ومنعة الحدود والأمن الحديدي للكيان على قاعدة أن “لا صوت يعلو على صوت الحرب” الآن! لكن ذلك لم يمنع خروج الأصوات من سياسيين وكتاب وصحف ومواطنين ممن يصدحون بحجم الفاجعة والخسارة الإستراتيجية التي لحقت بإسرائيل، وممن يحملون نتنياهو وحكومته المتطرفة إضافة للجيش والأجهزة الأمنية المسؤولية عن هذا الطوفان الأسود على رؤوسهم، والذي ضرب الكيان وصورته في أساساتها.

 

الولايات المتحدة، والتي صعقت وفوجئت هي الأخرى بهذه التطورات الخطيرة على حليفتها الأولى وقاعدتها العسكرية المتقدمة بالمنطقة (إسرائيل)، تحاول تعزيز مبدأ الردع والحد من المزيد من الخسائر الإستراتيجية لإسرائيل عبر إرسال حاملة طائرات للبحر الأبيض المتوسط وفتح باب المساعدات العسكرية على مصراعيه للكيان، وإرسال رسائل التهديد شمالا وجنوبا ضد إيران وحزب الله وغيرهما من مغبة التدخل بالحرب وفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل، وهو خيار – فتح جبهة أو جبهات جديدة – ما يزال واردا تحديدا في شمال فلسطين المحتلة من قبل حزب الله.

ستمعن إسرائيل المجرمة في القتل والمجازر في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، وستدفع أيضا ثمنا كبيرا أمام المقاومة التي أثبتت أنها تمتلك القوة والإرادة على المواجهة، لكن في العقل الاستراتيجي لإسرائيل فإنها تعرف أن كل ذلك لن يجدي في استعادة الهيبة والثقة الداخلية المهدورة تحت أقدام المقاومين، وان لا نصر ممكن في هذه الحرب التي حسمت نتيجتها منذ الساعات الأولى للاقتحام الكاسح لمستوطنات ومعسكرات غلاف غزة وهدم الأسطورة!

نتنياهو ويمينه الحاكم يعرف أن هذه الحرب حفرت قبره سياسيا وسيعود للانكشاف أمام قضائه بقضايا الفساد بعد توقف هدير المدافع، ولا يستبعد ان يكون مصيره كمصير ايهود اولمرت بعد حرب 2006 في لبنان، أي السجن بقضايا الفساد. أما جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية فلن تستطيع كل مجازرهم وقصفهم لغزة ترميم الثقة التي فقدوها أمام الإسرائيليين وأمام العالم كله.

لن يطول الأمر كثيرا حتى تنفجر اسئلة الوجود والوهم داخل شعب هذا الكيان.. ولا تستبعدوا ظهور شعار “الإسرائيليون يريدون تغيير النظام” في شوارع تل أبيب بعد أيام أو أسابيع عندما يستفيقون من هول الصدمة والكارثة التي وقعوا فيها!

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير