بعد 3 سنوات من عمرها.. "سنبلة" تفجر إبداعات المعلم والطالب
في مدارس وزارة التربية والتعليم قد تجد أثاثا انتهى عمره الافتراضي أو قارب على ذلك، لكن مبادرة "سنبلة" أحدثت الفرق حين أثبتت وبجهود المعلمين والطلبة التطوعية أن بالإمكان إعادة الاستفادة ثانية من هذا الأثاث بعد استصلاحه.
ولم تكن "سنبلة" وحدها في هذا الجهد بل شاركها معلمون وطلاب يزداد عددهم عاما بعد عام لتتوسع المبادرة بأفكار إبداعية أخرى مثل إعادة استخدام غرف مهجورة في المدارس لتصبح مكانا يفرغ به الطلبة ابداعاتهم.
وتتبعت بترا سنوات ثلاث من عمر "سنبلة" وسألت معلمين ومسؤولين في وزارة التربية ومؤسسة الجود للرعاية العلمية صاحبة الفكرة، ليتبين أن المشتركين في المبادرة تلقوا دعما لمشاريعهم بقيمة وصلت إلى نحو نصف مليون دينار استفاد منها 200 ألف طالب.
المبادرة لها منهجية عمل يتم تدريب المعلمين عليها ويدعمها البنك العربي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم واستطاعت هذه الجهات إنجاح الفكرة ودمج الطلبة والمعلمين في إصلاح ما تعطل في مدارسهم وبث روح التعاون والإيجابية بين المجتمع المحلي والمدارس، حيث نجحت المبادرة بتنفيذ 800 مشروع على أرض الواقع حتى الآن في مدارس حكومية في عدة مناطق.
مدير مديرية التعليم العام في وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد المساعفة أكد أهمية مثل هذه المبادرات التي تعمل على الشراكة بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالبيئة التعليمية وتمكين المعلمين والمعلمات من واقع تربوي جيد.
ولفت إلى ما تم تنفيذه على أرض الواقع من خلال فريق عمل مبادرة "سنبلة" في مختلف مدارس محافظات المملكة،
وقال "لقد تم تأهيل مسارح مدرسية كاملة وغرف رياض اطفال ومكتبات ونواد للإبداع وتأهيل حدائق بالتعاون مع المجتمع المحلي ودعمه".
وقال مدير مؤسسة الجود ماهر قدورة إن مبادرة "سنبلة" تسعى إلى تحفيز الكادر التعليمي على تجاوز التحديات بالعمل والجهد التشاركي، لأن "أهل مكة أدرى بشعابها" كما يقال، فالمعلم والمعلمة هم الفئة الأكثر تماسا مع البيئة التعليمية ومع الطلبة، ومبادرة سنبلة جعلت منهما المحور الأساس لاستثمار مهاراتهما وتطبيق أفكارهما على أرض الواقع باستخدام أدوات بسيطة وغير مكلفة.
وأشار قدورة الى أن 1100 مدرسة سجلن في المبادرة هذا العام، وتم تدريب 7 آلاف معلم ومعلمة على منهجية "سنبلة" وتم تنفيذ 800 مشروع على ارض الواقع، تقدم 600 مشروع منها لجائزة التميز التربوي، وشاركت 500 مدرسة أخرى بالمبادرة وعقدت 16 جلسة تدريبية في المهارات الحياتية، وحضر 12 ألف معلم ومعلمة تدريبات على المهارات الحياتية، وتلقت المشاريع المدرسية حوالي 400 ألف دينار من المجتمع المحلي واستفاد 200 ألف طالب وطالبة من مشاريع المبادرة.
تجارب الواقع رواها مدراء مدارس ومعلمون حيث بينت المعلمة هنادي حبيب الله من مدرسة سعد بن أبي وقاص في الزرقاء الأولى والمشاركة في المبادرة عن مجال الفكرة المبتكرة لمشروع غرفة الذكاءات المتعددة وفق نظرية "جاردنر"، إن المشروع تم تنفيذه بدعم من مديرة المدرسة وبالتعاون مع بعض المدارس لإعادة تدوير الطاولات والكراسي، وساهمت المعلمات المشاركات في تجليد الطاولات وطلائها وتجهيز الغرفة بمختلف الوسائل مثل المقاطع التعليمية المصورة والمواد العلمية المحوسبة وابتكار صندوق المكافآت الرقمي باستخدام الماسح الضوئي.
ولفتت حبيب إلى مساهمات المجتمع المحلي من أولياء أمور الطلبة في دعم المشروع بالتبرعات والطلاء وشراء السجاد والقرطاسية، وبلغت كلفة المشروع 200 دينار هي حصيلة تبرعات من أولياء الأمور ما ترك أثرا وفائدة كبيرة.
وأشارت الى أهمية "المبادرة" بإعادة الحياة الى الغرف المغلقة وغير المستغلة في المدرسة لتلبية اهتمامات الطلبة وأنماط تعلمهم ودمج التكنولوجيا بالتعليم.
وبينت مديرة مدرسة المزار الجنوبي الاساسية الثانية المختلطة في محافظة الكرك، الدكتورة منى الإبراهيم أن مبادرة "سنبلة" عززت روح الانتماء والإيجابية لدى المعلمات في المدرسة.
وقالت، إن مدرستها تعاني من ضيق المساحة لكن بتطبيق أفكار "سنبلة" استطعنا تأسيس ركن بمساحة افضل يوفر دعما نفسيا ومعنويا للطلبة والمعلمات وتم تخصيصه مكتبة للقراءة ومقرا للقاء المرشدة بالطلبة، وإقامة مصلى للمعلمات والطلبة وعقد حلقات من دروس التربية الإسلامية. بترا