أخبار الأردن -
غالباً ما نتفحص بشرتنا جيداً عندما نعود من العطلة الصيفية، وهو أمر جيد؛ لأن المتابعة المنتظمة ضرورية، خاصة عندما تكون بشرتك فاتحة اللون وتتعرض لأشعة الشمس بشكل مكثف خلال فصل الصيف. التغيير في مظهر الشامة، أو تطور غير عادي، وأيضاً حدوث آفة جلدية أو بثرة لا تُشفى؛ قد تكون دلالات على الإصابة بالسرطان.
سرطان الجلد
في جميع الأحوال، إذا كان لديك أدنى شك حول تغير ما في بشرتك، فيجب عليك استشارة طبيب الأمراض الجلدية.
يمثل السرطان الجلدي 90% من حالات سرطان الجلد ويصيب ما بين 2 و3 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم كل عام. العوامل الرئيسية المساهمة فيه هي النمط الظاهري للجلد، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية والتعرض لبعض المواد المسرطنة المعروفة «الزرنيخ، الفحم، المشتقات النفطية، إلخ».
عند الأشخاص المصابين، يأخذ السرطان شكل نوع من البثور المرتفعة التي لا تزول، ذات حدود شفافة. السرطان غالباً ما يتم علاجه عن طريق الجراحة، وربما يرتبط بالعلاج الإشعاعي أو العلاجات التكميلية الأخرى.
ما السرطان؟ وما أسبابه؟
سرطان الجلد هو سرطان غير ميلانيني يتطور من خلايا في البشرة. اعتماداً على موقع هذه الخلايا، هناك نوعان من سرطان الجلد، وهما سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية وهو أكثر شيوعاً بأربع مرات، وفقاً للجمعية الفرنسية للأمراض الجلدية.
ومن أسباب الإصابة بالسرطان يمكننا أن نذكر: التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة خلال مرحلة الطفولة، لكن يتم اكتشاف معظم حالات السرطان بعد سن الـ50 عاماً، أو حتى بعد الـ60-65 عاماً بالنسبة لسرطان الخلايا الحرشفية.
والأشخاص الأكثر عرضة للخطر لديهم بشرة بيضاء جداً، وشعر أحمر أو أشقر، وعيون زرقاء أو خضراء ونمش.
كما أن التعرض لعوامل معينة أخرى، مثل الزرنيخ، وبعض الأدوية، وقطران الفحم، وسخام الاحتراق، والزيوت المعدنية، والزيت الصخري، والإشعاعات المؤينة، وأجهزة الدباغة التي تنبعث منها الأشعة فوق البنفسجية، من عوامل الخطر.
كذلك التعرض لبعض العوامل المحتملة: الكريوسوت، وهيدروكلوروثيازيد، وخردل النيتروجين، وفيروس الورم الحليمي البشري «HPV». قد يهمك الإطلاع على لقاح الورم الحليمي وآثاره.
البثرة التي لا تختفي قد تكون سرطاناً
علامات يجب التنبيه عليها، فسرطان الجلد شائع، ولا ينتشر إلا في بعض الأحيان فقط. ولمعالجته بشكل فعال، من المهم اكتشافه في أقرب وقت ممكن. على وجه التحديد، فإن أعراضه الرئيسية هي آفة جلدية ذات مظهر خاص للغاية. إنه نوع من البثور يتميز بالخصائص التالية: موجودة ولا تُشفى.
غالباً ما يكون لونها قريباً من لون الجلد المجاور: بشكل عام وردي/أحمر، وأحياناً بني/أسود. وهي بارزة، ولها حدود شفافة تشبه اللؤلؤة الموضوعة على الجلد. وتظهر بشكل عام في منطقة من الجسم تتعرض لأشعة الشمس بشكل متكرر: الوجه، الساقين، الذراعين، الرقبة، الظهر، فروة الرأس، الشفة.
ليست مؤلمة ويتغير مظهرها تدريجياً مع مرور الوقت.
عادة، تظهر الأورام السرطانية عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الـ50 عاماً بالنسبة لسرطان الخلايا القاعدية، وأكثر من 60/65 عاماً بالنسبة لسرطان الخلايا الحرشفية. علاوة على ذلك، فإن الأفراد ذوي النمط الظاهري للجلد «البشرة الفاتحة، الشعر الأشقر أو الأحمر، العيون الفاتحة والنمش» هم أكثر عرضة للخطر. يجب على الأفراد المتأثرين بهذه العوامل المساهمة استشارة الطبيب عند أدنى آفة جلدية مشبوهة.
تشخيص السرطان
في حالة وجود آفة جلدية مزمنة تستمر أو تتطور مع مرور الوقت «تغير في الحجم أو المظهر»، أو تتقرح أو تنزف بانتظام؛ فمن الضروري إجراء استشارة. يمكن أن يحدث هذا النوع من البثور على بشرة صحية أو في منطقة تعاني بالفعل من خلل «ندبة، تقرح، وما إلى ذلك».
لتشخيص السرطان، يقوم طبيب الأمراض الجلدية بإجراء فحص دقيق باستخدام تنظير الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه إجراء خزعة من الجلد، وأخذ عينة من الورم وتحليلها تحت المجهر. في حالة سرطان الخلايا القاعدية، يكون التطور موضعياً حصرياً ولا يتطلب تقييماً كاملاً.
من ناحية أخرى، فإن تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية الجلدية يتبعه تقييم مرحلي. في الواقع، هذا النوع من السرطان أكثر عدوانية ولديه القدرة على الانتشار البعيد «العقد الليمفاوية، تليها الرئتان وربما الأعضاء الأخرى».
في حالة سرطان الخلايا الحرشفية، يعمل الطبيب على تحليل العقد الليمفاوية، وذلك باستخدام الفحص السريري الذي قد يكون مصحوباً بالموجات فوق الصوتية.
علاج السرطان
يعتمد علاج السرطان على الشكل والمرحلة التي يشخصهما الطبيب. وقد يشمل العلاج الجراحة مع هامش آمن من الجلد السليم، وهامش أكبر في حالة سرطان الخلايا الحرشفية، والجراحة هي العلاج الوحيد في حالة سرطان الخلايا القاعدية؛ ونادراً ما يُستخدم العلاج الإشعاعي والتقنيات الأخرى.
العلاج الكيميائي نادر جداً، فقط في حالات تلف الرئتين أو الأعضاء الأخرى.