برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي
د. محمد حسين المومني
تسير المؤشرات الكلية للاقتصاد الأردني في الاتجاه الصحيح، مع التأكيد على أنها لم تصل بعد لمستوى الطموح الذي ننشد. تحسن في معدلات العجز والبطالة والنمو، وزيادة الصادرات والدخل السياحي والإيرادات المحلية والاحتياطات الأجنبية، وثبات أو تقدم في التصنيفات الائتمانية للاقتصاد الأردني من قبل مؤسسات التصنيف العالمي، وبقاء التضخم ضمن مستويات معقولة مقارنة مع باقي دول العالم بما فيها أوروبا وأميركا التي شهدت وما تزال معدلات تضخم أثرت بشكل كبير على مستوى الرفاه والدخل للمواطنين. هذه كلها مؤشرات مهمة جدا أن نلحظ انها تسير في الطريق الصحيح، رغم أنها لم تنعكس بعد بشكل ملموس على حياة المواطنين، فهذه عادة وعلميا تأخذ وقتا لكي تترجم المؤشرات الكلية لمؤشرات إيجابية جزئية على مستوى الأفراد. كانت هذه قصة إيجابية تحدث عنها المعنيون في مؤتمر البحر الميت، وكان الأجدى والأقوى أن تتحدث عنها جهات تقييم محايدة لتقول لنا وتشهد على ما قالته وقدمته المؤسسات من تحسن بالمؤشرات.
نحن في الأردن بحاجة لبرنامج جديد مع صندوق النقد، للأسباب الواردة أعلاه، ولان القرار الإصلاحي بالنهاية قرار وطني لا يملك أحد فرضه علينا ان لم نشأ، ولكننا نقبل به طوعا لانه الأفضل للاقتصاد. وفي الأردن بالتحديد نحن بحاجة لبرنامج جديد، لان عدم وجوده أطلق يد الحكومات في السابق لكي تنحو نحو الشعبوية فتتوسع بالإنفاق وتزيد من الإعفاءات، وهذا يعود ليصحح مشاكل بنيوية في الاقتصاد. البرنامج مع صندوق النقد برنامج أردني أولا وآخرا، ونحن نريده وبحاجته ونحن من دعا صندوق النقد ولم يأت رغما عنا.