قمة العلمين وخطورة اليمين الإسرائيلي على المنطقة

{title}
أخبار الأردن -

د. محمد حسين المومني

تأتي القمة التي جمعت الأردن ومصر وفلسطين في العلمين بمصر، ضمن جهود التنسيق المستمر بين هذه الدول في ملف القضية الفلسطينية والأمن الإقليمي، وجهود التهدئة وترسيخ الاستقرار، وإعطاء أفق وأمل للشعب الفلسطيني في أنه سائر باتجاه إحقاق الحقوق وإنشاء دولته، التي بات وجودها جوهر الحلم الوطني الفلسطيني. ما يزيد من أهمية هذه القمة ما يحدث في إسرائيل من معارضة سياسية قوية لمشروع اليمين للتعديلات القضائية، واستفاقة المعارضة بقوة على نحو لم نره منذ الانتفاضة الثانية في العام 2000. حكومة اليمين في وضع حرج، فهي متحدة في مشروعها للإجهاز على استقلال السلطة القضائية في إسرائيل، في حين أنها ليست كذلك في الأجندة الدبلوماسية والأمنية. مزيد من القيادات العسكرية الإسرائيلية تنتقد الحكومة اليمينية وتصفها بالرعناء، والدول المحيطة والمهمة ومنها أميركا لا تبتاع قصة أن الائتلاف سوف ينهار إذا ما قدم تنازلات للفلسطينيين من أي مستوى تجده عذرا للتهرب. حكومة اليمين خطر على الاستقرار في المنطقة تخلق أجواء العزلة وعدم التعاون، ما من شأنه خلق البيئة الحاضنة للتشدد والفوضى.

ثمة تعارض إستراتيجي واضح بين ما تريده دول القمة، وهي الموقعة على معاهدات سلام مع إسرائيل، وبين ما يريده اليمين الإسرائيلي، فهذا الأخير يريد استمرار الوضع على ما هو عليه؛ فلسطينيون بلا دولة فقط بسلطة تقوم بمهام معينة لا ترتقي لمستوى السيادة الكاملة. في حين أن ما تريده الدول المجتمعة دولة فلسطينية كاملة السيادة بالمعنى القانوني وليس العسكري، قادرة على القيام بمهام الدول وعلى رأسها القدرة على منح الجنسية. إسرائيل تريد التقدم بالتعاون والتنسيق وتوقيع المعاهدات مع الاستمرار بإبقاء الوضع الفلسطيني على ما هو عليه، في حين تشعر الدول العربية والفلسطينيون أن أي تعاون لا بد وأن يرافقه انفراج في الملف الفلسطيني وأفق وإحقاق للدولة. هذا هو جوهر الخلاف الذي بسببه تستعر مواجهات دبلوماسية مستمرة، بدءا من البرود في العلاقة والمواجهة الدبلوماسية مع الأردن والسلطة ومصر، وليس انتهاء بضغوط أميركية مستمرة لإضعاف اليمين الإسرائيلي أوضحها عدم استقبال الرئيس الأميركي لنتنياهو للآن في البيت الأبيض، بما في ذلك أثناء زيارة لنتنياهو لعدة أماكن في أميركا دون أن يحظى بمقابلة في البيت الأبيض.

إنها المواجهة المستمرة التي لا بد أن تتم إدارتها بعناية وحكمة، لأن الأطراف المواجهة لحكومة اليمين تحقق فيها تقدم سياسي ودبلوماسي أنهك نتنياهو، والمعارضة الإسرائيلية كذلك تحقق تقدما، لذا فمن الأهمية بمكان إبقاء الضغوط والاشتباك، وعدم عمل أي ما من شأنه أن يشكل طوق نجاه لنتنياهو وحكومته. لا بد من تعرية هذه الحكومة سياسيا أمام العالم، وهذا ما يحدث يوميا حيث يشاهد العالم أجمع كل هذا التشدد والعنصرية الدينية التي يمارسها اليمين الإسرائيلي، وهذا ليس الذي دعم العالم إسرائيل لأجله باستثناء دوائر الإنجيليين المتشددة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير