“الصورة المتخيلة”

{title}
أخبار الأردن -

أخبار الأردن

علي سعادة

أكثر ما يمكن أن تظلم به الآخرين هو أن تصنع لهم “صورة متخيلة” وتحاسبهم عليها.

“الصورة المتخيلة”زائفة وغير حقيقية، خصوصا إذا رسمتها في ذهنك بناء على ما تقرأ، وما تشاهد، أو ما تسمع ما يقوله أو يكتبه أحدهم/ أحدهن، دون أن تكون لك صلة مباشرة به/ بها.

“الصورة المتخيلة” غالبا صورة افتراضية صنعتها مواقع التواصل الاجتماعي، فتسبغ فيها على شخص ما صفات شكلية وأخلاقية، وحين تلتقيه في مكان ما وتحدثه أو تنظر إليه ينهار عالمك مرة واحدة. وهذا ليس ذنبه، فهو /فهي لم يقل بأنه كامل ومثالي وجميل، أو قل مثيله وبأنه “لقطة” و”فرصة العمر”.

نسبغ فيها كل صفات الكمال على من يقع ضمن دائرة اهتمامنا، فنرسم له/لها صورة مثالية وجميلة بناء على مخزون العقل الباطن، لذلك عندما تكتشف زيف مخيلتك، ترفض الاعتراف بخطأ تشخيصك فتواصل عملية الوهم، وكأنك واقع تحت “متلازمة ستوكهولم”.

لا ترسم صورة لأحد، فقط لأنك ترغب بتملكه والاستئثار به.

غالبية زيجات المشاهير لا تنجح، لماذا؟ لأن من يتزوج شخصا مشهورا، يعتقد أنه سيكون في البيت مثل الشخصية الفنية التي أداها في المسرح أو التلفزيون أو السينما أو التي كتبها، بينما هو في الواقع شخص أخر يمارس حياة عادية جدا، وربما يكون على النقيض من الدور الذي لعبه أمام الشاشة أو أداه أمام الجمهور.

لذلك كله إذا كان أحدهم/ إحداهن، متقلب المزاج وغير مستقر، ولا يقيم وزنا لرضاك، ولا يحترم وجودك وحدود رغباتك، ولا يحقق إلا القليل من شروطك، لا تأخذك العزة بالإثم، وتواصل التمسك به/ بها، أقلعه من رأسك من جذوره، وامضي في طريقك.

“الصورة المتخيلة” لا يعول عليها.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير