فقد 3 من أبنائه في ثلاث أعوام.. تفاصيل تدمي القلوب لأب أردني
بحزن وألم يستذكر أبناءه الثلاثة الذين توفوا خلال 3 سنوات، إذ خطف الموت ابنه خالد، وتلاه ابنتيه عهد ووعد ، اللتين التحقتا بشقيقهما متأثرتين بفراقه الذي ما زال غصة في حياة العائلة التي فجعت في السنوات الثلاثة الماضية بفراق أبنائها.
يروي وليد عبيدات بداية نهاية السعادة لعائلته أمام إيمانه بقدر الموت، ووسط صبره الذي لا بد منه ليكون قادرا على استهلال الحياة التي باتت مثقلة بالهموم ورواسب الحزن أمام رحلة حياته ، إذ سلب الموت حلوها.
يقول مستذكرا حجم الفاجعة بوفاة ابنه خالد : " لقد توفي ابني الذي كان يعمل طبيبا بتاريخ 3 من آذار/مارس عام 2021، وكان الخبر صدمة لنا جميعا".
ويضيف "كان خالد محبا للآخرين، طيب القلب، منتميا لعائلته ولم يكن له عداوة ، وجميع من يعرفه يحبه ، إلى أن خطفه الموت".
وأمام عاطفة الأبوة، والإيمان بالقدر يحن عبيدات لجلسات خالد، الابن البار التي ما زالت وفاته صدمة بمساحات شاسعة في القلوب.
ويشير إلى أن فلذتي كبده "وعد وعهد" اللتين توفيتا لاحقا، كانتا متعلقتين بشقيقهما، يتابع " لقد ماتت وعد بتاريخ 29 من آيار/مايو من عام 2022 ، أي نحو عام من وفاة خالد".
يردف قائلا " لقد حزنت وعد على وفاة شقيقها كثيرا ولم تستطع تحمل المصاب أبدا، ما جعلها ترتدي ملابسه بعد وفاته، الأمر الذي زاد من حزني".
تمكن الحزن من وعد عبيدات، وباتت مستسلمة للضعف بالرغم من حبها وشغفها بالحياة، وحاولت أن تقطف من الحياة حلوها، وأملها إلا أن علاقتها بشقيقها كانت حاضرة بالرغم من غيابه، وكانت تخنقها وفاته ، إلى أن لحقته، وفق عبيدات.
"ذهبت وعد لتنام، وفي الصباح تم إيقاظها لتذهب برفقة ابنة المرحوم خالد إلى المدرسة ، وهنا كانت الفاجعة الثانية، فقد ماتت وكأنها على موعد مع خالد في عالم آخر" بحسب ما تحدث به عبيدات الذي ما زال يتجرع ألم الفراق.
ولم يكتف الموت عند ابنيه فقد تسلل إلى حياة ابنته الصغيرة الصيدلانية عهد، لتلقى الله في ليلة عيد الأضحى المبارك، ألما على فراق توأم روحها، وشقيقتها وعد، بعد نحو عام.
الأب الذي سُطرت حياته بالقسوة، تمركزت دموعه في ثنايا كلامه، وباتت ظروفه اليوم بعد فراق أبنائه أشبه بصحراء قاحلة، يساند زوجته التي هي حبيسة ذكرياتها بأبنائها أيضا.
ويزيد :" لقد كانت تصف عهد شقيقتها وعد بصمام الآمان، وتأثرت نفسيتها كثيرا بعد وفاتها، تصنعت الصبر إلا أن الحزن كان المسيطر عليها".
وبحسبه، حاولت عهد أن تكون قوية ، إلا أن الموت كان الأقوى واستملك العائلة بإرادة القدر، وكانت الوفاة مصير فتاة توفي شقيقاها سابقا، فلحقت بهما لاحقا، كما لو كانوا على موعد للقاء مقرب.
وبين الموت والقهر ، تحدث وليد عبيدات بغصة أنهكته منذ عام 2021 ، واليوم ينظر إلى السماء متلحفا بإيمانه بالله عزوجل وقدرته ، داعيا لأبنائه بالرحمة والمغفرة، وأن يلهمه وعائلته الصبر والقدرة على التعايش مع ذكريات ما زالت تحوم في أركان المنزل التي انطفأت فيها ضحكات فلذات أكباده.
خالد ووعد وعهد وليد عبيدات غادروا الحياة بعد أن تلازموا بحب بعضهم، وكان الفراق لعائلتهم حليفهم، والموت على موعد معهم.