الاقتصاد الدائري: المعنى والأهمية وفرص التطبيق في الأردن

{title}
أخبار الأردن -

رعد التل

الاقتصاد الدائري، المعروف أيضًا بالاقتصاد المتجدد أو الاقتصاد المستدام، هو نموذج اقتصادي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والحد من الاستهلاك المفرط للموارد والتلوث البيئي، ويركز على تحويل النفايات والمنتجات المستخدمة إلى موارد جديدة عن طريق عمليات إعادة التدوير وإعادة الاستخدام وإعادة التصنيع. ويتمتع هذا النموذج الاقتصادي بفوائد مختلفة، مثل استدامة الموارد حيث يهدف إلى استخدام الموارد بشكل فعال ومستدام، فتتم إعادة استخدام المواد القابلة للتجديد وإعادة تدوير المواد القابلة للتحويل، وبالتالي يتم تقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية النفطية والمعادن والمياه بشكل كبير.

كما يعزز الاقتصادي الدائري من فرص الزيادة والابتكار والوظائف الجديدة في مجالات متعددة، مثل تصميم المنتجات المعاد تدويرها وتحسين العمليات الإنتاجية وإعادة الاستخدام والتصنيع، مما يقلل من تأثير التلوث على البيئة والصحة العامة. كما يعزز الاقتصاد الدائري الابتكار في عمليات الإنتاج وتصميم المنتجات، مما يعزز التنافسية والقدرة على الابتكار في السوق العالمية. ومن خلال إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، يمكن توفير منتجات ذات تكلفة أقل للمستهلكين، مما يساهم في تحسين القدرة الشرائية.

بالنسبة للاردن، يمثل الاقتصاد الدائري فرصة مهمة لتحقيق لتحسين معدلات النمو الاقتصادي زيادة فرص التشغيل وقد ركزت رؤية التحديث الاقتصادي على هذا الجانب خاصة في قطاعات محددة مثل قطاعات صناعة المنسوجات، وصناعة الأغذية، وقطاع الانشاءات. فالأردن يعاني من تحديات اقتصادية مختلفة مثل ندرة الموارد الطبيعية وارتفاع معدلات البطالة والتلوث البيئي، ومن خلال تبني نموذج الاقتصاد الدائري، يمكن تحقيق المزيد من الاستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي. ومن المتوقع عند تطبيق هذا النموذج الاقتصادي أن تكون له عدة آثار إيجابية على الاقتصاد الأردني، منها

 أولاً: تعزيز الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بإعادة التدوير وإعادة الاستخدام وإعادة التصنيع، هذا التشبيك الأفقي بين القطاعات سيفتح أبوابًا جديدة لخلق فرص عمل في قطاعات مثل إدارة النفايات، تصنيع المواد المعاد تدويرها، والتكنولوجيا البيئية.

ثانياً: يمكن للاقتصاد الدائري تقليل التبذير والاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية من خلال إعادة استخدام المواد وإعادة تدويرها بدلاً من استخدام مواد جديدة في الإنتاج. هذا يقلل من الاعتماد على الموارد الطبيعية المحدودة في الأردن ويحسن استدامتها. 

ثالثاً: يشجع الاقتصاد الدائري على تحسين كفاءة الإنتاج وتحويل النفايات إلى موارد قيمة  من خلال تنظيم عمليات الإنتاج وإدارة الموارد بشكل أفضل، وبالتالي يمكن تخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة الكفاءة، مما يعزز القدرة التنافسية للشركات الأردنية.

بشكل عام، يمكن القول إن الاقتصاد الدائري يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي بطرق مستدامة وفعّالة. فمن خلاله يتحقق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، ويخلق فرصًا للابتكار والتنمية المستدامة في المجتمع.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير