نتنياهو يعود من جديد

{title}
أخبار الأردن -

سميح المعايطة

بعد انتهاء عدوان اسرائيل على غزة وهدوء الحالة السياسية بين العرب واسرائيل يعود نتنياهو الى ممارسة نشاطه المركز تجاه تحقيق هدف مهم كان يعلنه دائما في حكومته السابقة والحالية وهو توسيع علاقاته مع دول جديدة عربية واسلامية، ودائما هنالك مساندة ودعم كبير لهذه الخطوة لنتياهو من قبل الادارة الاميركية التي حاولت قبل عام حين زار بايدن السعودية وكانت القمة العربية الاميركية لكن لم ينجح في اقناع السعودية فالأولويات حينها كانت تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وملف البترول وايضا حالة التوتر في العلاقات السعودية الأميركية.

مؤخرا كان هناك جهد أميركي معلن وغير معلن لمساعدة نتنياهو، وسمعنا تصريحات مهمة من مسؤولين سعوديين وايضا من سلطنة عمان حول شروط كل دولة لإقامة علاقة مع اسرائيل، وحتى لو كانت اللغة مختلفة قليلا عما كان يقال سابقا، إلا أن الجوهر واضح وهو ربط التطبيع مع اسرائيل بحصول الفلسطينيين على دولتهم او على الاقل ذهاب اسرائيل في هذا المسار.

السعودية دولة مهمة عربيا واسلاميا، وأمنية نتنياهو ان ينجح في فتح علاقة سياسية مع السعودية لكن القيادة السعودية لا تريد ان تعطي هذا الإنجاز لإدارة بايدن واسرائيل دون ثمن سياسي واثمان اخرى، فالسلام مع السعودية يجعل دولا عديدة عربية واسلامية تفكر بالتوقيع مع اسرائيل.

السعودية ليست مضطرة للذهاب نحو علاقة مع اسرائيل دون اثمان حقيقية وهي تعلم ان نتنياهو هو من يحتاج لتوقيع اتفاق سلام مع السعودية، وهي -السعودية- لا تمانع بالتوقيع من حيث المبدأ لكن العبرة بالتفاصيل والاثمان.

وحتى سلطنة عمان فإنها سبق واستقبلت نتنياهو، اي ان هناك تواصلا مع اسرائيل لكنها تربط بين اتفاق سلام مع حصول الفلسطينيين على حقوقهم اي وجود تقدم في عملية السلام.

المشكلة ان نتنياهو وحتى ادارة بايدن تريد علاقات مع العرب دون ربطها بالقضية الفلسطينية، تريد علاقات تعاون وتنسيق ومصالح مشتركة لا تتأثر بما يجري على القضية الفلسطينية، فهذا يحقق تصورها للحل الذي يريد تنسيقا أمنيا مع السلطة وحكما ذاتيا خدماتيا في الضفة.

لكن سعي نتنياهو الذي يتم بدعم أميركي يواجه عقبة مهمة وهي قناعة الجميع من خلال التجربة ان حكومة نتنياهو الحالية غارقة في التطرف وليس على اجندتها حتى المراوغة بما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين وبالتالي فإن اي اتفاق سلام جديد مع دول عربية مهمة يحتاج على الاقل لأجواء معقولة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، اضافة الى ان السعودية التي يتمنى نتنياهو ان توافق على اتفاق سلام معه في وضع اقليمي ودولي قوي ولديها استراتيجية سياسية لا يمكن معها الا ان يكون هناك ثمن تدفعه واشنطن واسرائيل لهذا الاتفاق.

عاد نتنياهو للسعي لتحقيق اولويته، ومؤكد انه يرى في اي اتفاق جديد مع اي دولة عربية او إسلامية تحقيقا لرؤيته في حل الملف الفلسطيني دون ان يعطي للفلسطينيين حقوقهم الاساسية، وان اي اتفاق يراه إضعافا لموقف السلطة الفلسطينية وفصائل غزة ودفعها نحو القبول بالأمر الواقع.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير