التنظير في مشاريع كبرى لم تر النور
الدكتور زيد الدباس
قبل بضعة أيام قرأت مقالاً لاحد رؤساء الجامعات ممن تم اعفاءهم من موقعهم قبل سنة ونصف تقريباَ، وهو يستعرض العديد من المشاريع الكبرى التي لم ترى النور في الاردن كناقل البحرين واستخدام خام الصخر الزيتي والرمل الزجاجي وسكة الحديد ومصنع السيارات. هذا ويزعم الكاتب في مقالات اخرى له بأنه من المؤمنين بالبحث العلمي وعالمية الجامعات كما وانه ناشر للعديد من البحوث العلمية، سيما مع الجانب الاسرائيلي.
من المسلم به في ابجديات البحث العلمي ان الباحث حينما يقوم باستعراض المشكلة فيقوم بتشخيص اسبابها ووضع الحلول المناسبة لها، تماماً كعمل الطبيب. فما قرأته في المقال هو عبارة عن استعراض لعدد من المشاريع التي لم تنفذ، ولم يشرح لنا الكاتب أسباب عدم تنفيذ هذه المشاريع لنقف على المشكلة، ولم يقدم لنا حلولاً للتعامل مع هذه المشكلة. فاكتفى بوصف هذه المشاريع التي يعرفها الجميع دون أن يخدم صانع القرار او القارىء برأي. وأنا شخصياً لم استفد من المقال بشيء.
الأمر الآخر، والكاتب يتناول المشاريع الكبرى التي لم ترى النور، فقد ترأس واحدة من أكبر الجامعات الوطنية التي تمتد من شمال الوطن الى جنوبه، وخلال ترأسه لهذه المؤسسة لمدة زادت عن خمس سنوات، لم نرى استثماراً واحداً لهذه المؤسسة. فليشرح لنا اسباب ذلك مثلاً وما الحلول المناسبة لذلك؟ حتى مشروع الطاقة الشمسية الذي احيل عطاؤه في عام 2018 ، فقد اعفي من منصبه في نهاية العام 2021 ولم يرى النور خلال فترة عمله. الى أن جاء من خلفه وكانت اولى خطواته العمل الفوري والجاد على تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية لتوفير تكاليف فاتورة الكهرباء التي تقدر بالملايين. فانا لا اعلم لماذا يعيش المسؤول على وجه العموم حالةً التنظير بعد خروجه من عمله.
من المعلوم للجميع أن الاردن يعيش الكثير من المشاكل والهموم كالطاقة والمياه والبطالة وضعف قدرات المخرج التعليمي وعدم الانجاز المجدي في الاستثمار ومشاكل الادارة العامة وتراجع بعض القطاعات والتضخم والغلاء. فالمشاكل كثيرة ويمكن لاي شخص بصرف النظر عن مستواه التعليمي ان يستعرضها، لكن ليس بمقدور أي شخص أن يجد العلاج الصحيح لها. ومن هنا يأتي التمييز بين المسؤول الناجح والمسؤول الفاشل. فما نحتاجه هو العلاج الذي يخلصنا من هذه المشاكل ويقوي مسيرة اقتصادنا الوطني، ولا نحتاج الى السرد الذي لا داعي له.
عضو مجلس أمناء جامعة البلقاء التطبيقية سابقاً
